02‏/04‏/2007

أيها القاضي: إننا على الجبار واردون .. فإياك إياك والركون!!


" وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ "





السادة القضاة.. أعضاء المحكمة الموقرة..



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تنظرون في القضية التي تحت أيديكم في تاريخ 3/4/2007 حول الطعن في قرار الحاكم العسكري بتحويل خيرة رجالات البلد إلى محاكمات عسكرية ..



وإننا إذ نثق في أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا فسنتقبل حكمكم ( أيا كان ) عادلا كان أم جائرا بنفوس راضية بقضاء الله وقدره.



إننا عندما وضعنا القدم الأولى على قارعة هذا الطريق كنا نعلم أنه ليس مفروشا بالورود ولم نكن نبغي أو نأمل منه راحة في الدنيا ولا سلطانا ولا جاها.



لذا أيها السادة الكرام .. احكموا بما شئتم فإننا نعلم أن الموت أقرب إلينا من شراك نعلنا وما نضمن لحظة أخرى نتمتع فيها بشئ من الدنيا لنندم عليها أو نفرح بها، إننا سنتقبل حكمكم أيا كان بالرضا وإن كان هذا لا يتنافى من حزن على القضاء إن كان حمكم يجافي الواقع والحقيقة، سنحزن على قضائنا الإسلامي الحر النزيه الذي وقف أمامه قبل أمير المؤمنين يطلب درعه فلم يعطه القاضي إياها وأنصف الذمي عليه.



سنحزن على أبي يوسف القاضي وأمثاله من الذين شرفوا دينهم وأوطانهم، سنحزن على قضاة أحنو رؤوسهم أمام سيف المعز أو ذهبه، سنحزن على مصرنا ووطننا، ولكننا سنظل نثق أن هناك قضاة شرفاء في هذا البلد.



إننا إذ يستوي على شخوصنا الحكم فإننا نرى من واجبنا أن لا نقف بدعوتنا جامدين أمامكم، بل علينا أن لا نتناسى دعوتنا حتى في هذا الموقف .. بل سنتناسى أننا في موقف المتهم ولن ننسى أننا دعاة



اسمحوا لنا بأن نقف مواقفنا التي اعتدناها وألفناها وعشنا حياتنا فيها .. اسمحوا لنا أن نذكركم بالله ربنا وربكم، اسمحوا لنا أن نقول لكم:"وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ".



أيها السادة الأفاضل إن القضاة ثلاثة، اثنان في النار وواحد في الجنة، رجل آتاه الله العلم فقضى به بين الناس فهو في الجنة .. نسأل الله لكم هذا، ورجل آتاه الله العلم فقضى بهواه فهو في النار، ورجل قضى بين الناس على جهل فهو في النار.. نعوذ بالله أن تكونوا من هذين الصنفين.



أيها القضاة الكرام .. لا تخفضوا رؤسكم لتلتقطوا ذهب السلطان، لا تخفضوا رؤوسكم كما يخفضها كل جبان.



فوالله ما السلطان يجدي أمام منتقمٍ قدير، يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير، فلا ينفع عنده وساطات الوزير، ولا جند الأمير، فقط .. ويفضح حينها أقوال الزور، وتبصر الصحائف تطير، والحكم يومئذ للعدل الخبير.



إن من ولي القضاء فلم يعدل فكأنما ذبح بغير سكين يا سيادة القضاة، ذبح بغير سكين، وإن حكما بالعدل قد يجعلك من الناجين، وإن حكما بالباطل يوم القيامة مشين، وإن القاضي حينها قوي متين..



يا حضرات القضاة.. لا تركنوا إلى الذين ظلموا فإن مس النار عظيم الألم ... أشد ألما مما يقع في الحياة على أمم، إن الركون إلى الظالم من الفواحش .. ليس من اللمم، فكيف تكون في حقكم واللمم في حقكم أعظم من ذنوب الأمم.



انجوا بأنفسكم من مس النار، ذروا السلطان واحتموا بالعزيز الستار، اهرعوا إلى حمى الجبار، فإنه لا يضيع من به استجار، وإن وقفت الدنيا لضره فإنها لعجزها تحار ..



فإن أبيتم فقد بلغنا لكم الرسالة، وأدينا الأمانة ولكن لا تحبون الناصحين ..



و "يا قوم اعملوا على مكانتكم إنا عاملون"



وإنه ليس بيننا وبين الحكم العدل إلا قليل



فانتظروا إنا معكم منتظرون

ليست هناك تعليقات: