08‏/08‏/2007

نسائم الذكريات (2) .. لمسات.. تقهر لحظات الألم عبر سنوات




أحيانا.. تكون لمسات رقيقة.. بسيطة، لكنها تحول اللحظات الصعبة إلى ذكريات جميلة، وربما تعاودك هذه الذكريات عندما تمر بلحظات مشابهة، فتدخل البسمة إلى قلبك مرة أخرى.







كنت ذاهبا إلى أحد "مشاوير الخير":)، وكنت قد بدأت أشعر بالتعب من الليلة التي سبقت المشوار، صليت الفجر ولبست وبدأت نوبات القيء -(عافاكم الله)-، سمعت نداء إخواني الذين أتوا ليأخذوني، طلبت مني أمي الاعتذار لهم، ولكني فضلت الذهاب، على فترات متقطعة في الطريق أطلب من أخي قائد السيارة التوقف قليلا -(عافاكم الله)-.. طلب مني أحد إخواني الرجوع، لأن المشوار سيطول .. اعتذرت وطلبت البقاء، وأنا في قمة إعيائي.. انغلقت عيناي رغما عني، كنت أسمع إخواني وهم يظنون أنني نمت ولكني كنت أفضل عدم الرد، ولكن حالتي هذه أعادت إلى ذهني حادثة ما، وأخا عزيزا.. فابتسمت .. ودعوت له بظهر الغيب..







تبدأ ذكرياتي عندما كنا معتصمين داخل المدينة الجامعية عام 2005 على إثر استبعاد الجامعة طلابا من المدينة الجامعية، كان الحشد رائعا والفقرات ممتازة، والروح عالية، وكنت سعيدا جدا -على الرغم من الظلم الواقع علينا- بهذه الروح والروحانيات الرائعة، فهذا الأخ لم يستبعد من المدينة، ولكنه ما إن سمع بالظلم الذي لحق بإخوانه وأن الطرق قد سدت في وجوههم .. حتى سارع بالوقوف إلى جانبه سعيا في قضاء حاجاتهم، وهذا الأخ لم يمنعه ما في قدمه من ضمور والتواء من مشاركتنا، والسير طوال مسافة المسيرة والوقوف وأداء كل ما يفعله الأصحاء بدون حتى عصا تعينه على السير، بل وكان يظهر القوة من نفسه حتى لا يظن الظالمون أن عزائمنا قد وهنت..






كل هذه الصور الرائعة والروحانيات المتوهجة لم يقطعها إلا وعكة غريبة أصابتني فجعلتني أتصبب عرقا وأرتجف وأتقيَّا باستمرار، حتى كلما شربت مياه تقيأتها -(عافاكم الله)- بعد دقائق، تدخل الأخ المسئول حينها وطلب مني المغادرة حفاظا على صحتي، ولكني كنت وصلت مرحلة تصعب معها مغادرتي لسببين، الأول هو أني رأيت من لم تمنعه إعاقته عن الوقوف نصرة للمظلوم والمبيت في الشارع "أمام بوابة المدينة الجامعية"، والثاني أنني كنت قد وصلت مرحلة من الضعف تصعب معها مغادرتي وحدي، اعتذرت وطلبت البقاء..




أتى الليل.. حان موعد النوم، زارني أخوان من كلية الطب وأكدا أنها "نوبة برد"، ولا تستدعي إلا التدفئة الجيدة، وإذا تكرر القيء فسيحضرون علاجا، ولكن أنَّى لي بالتدفئة وأنا سأبيت مفترشا الأرض وملتحفا السماء؟!




أخرجنا بعض الحصير "البلاستيك" من المسجد.. نمنا على واحدة، وتغطينا بالثانية، لم أكن أحمل لحالتي كبير هم، ولكن إخواني كانوا يفعلون، أتى أخي "هلال" ولفني بذراعيه من البرد، نمت ليلتها كما لا أنام على فرشي، واستيقظت وقد برئت من دفء ليلتي، شفاني الله حتى لم أجد أثرا من سابق مرضي.





طبعا أخوكم صحي "جعاااااان جدا" لأني تقيأت -(عافاكم الله)- كل ما كان في بطني، فالأخ عزمني على الإفطار كمان...







تذكرت أخي هلال بدعوتين بعدما عافاني الله مما ألم بي، هذه المرة جعل الله دفء الشمس سببا في شفائي، حيث وقفت تحت أشعتها وهم يبدلون إطار السيارة، لكن حتى وأنا أعاني من الألم.. تبسمت لأنني تذكرت هلالا منيرا أضاء ليلي ذات مرة فأدفأني، تمنيت لو أستطيع حينها الاتصال بـ"هلال"، فلم أستطع.. فوصلته بدعائي.


هلا وصلتموه معي بدعائكم ؟!؟!



هناك 4 تعليقات:

نداء الإسلام يقول...

حفظ الله أخاك هلال من كل سوء وثبته علي الحق وجمعكم الله تعالي في مستقر رحمته

وحفظ الله أخي وشقيقي شهاب الأزهر من كل أمر وثبته الله تعالي وهداه وأصلح شأنه وجمعني وإياه وأبي وأمي وابن الأزهر في مستقر رحمته

وجمع جميع المتحابين في الله تحت عرشه اللهم آمين

إيه المشاعر الرقيقة دي يا شهاب فكرتني والله بأخواتي الحبيبات الحنون والفدائية وعاشقة الأقصي وأم آمنه كم هي مشاعر رائعة

موقفك أخوك هلال معك يثبت معني الحب في الله الحقيقي فالحب في الله ليست كلمات تقال ولا أحبار تنفذ بل هي أحاسيس ومشاعر تترجم إل مواقف وأفعال لحظة الحاجة إليها

أما موقف أخوك الذي صمم علي التواجد رغم تعب ساقه فذكرني بسيدنا عمرو بن الجموح حينما أصر علي الخروج رغم ما به من عرجه واستشهد فقال فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم(شيخ عزم أن يطأ بعرجته الجنة)

فكذا أخاك شاب عزم بإذن الله تعالي علي دخول الجنة رغم ما به

وأخيرا بعد تعليقي الطويل هذا تذكرت كلمة طالما رددها علي أحد أساتذتي بالجامعة (وصفوهم بأنهم نفس واحدة في أجساد متعددة ... إنهم المتحابون في الله)

ثبتك الله يا شهاب يا شقيقي الغالي ووصل الله بين قلبك وقلوب أحبتك

شقيقتك
نداء الإسلام

جمعاوى يقول...

بدون مقدمات

أتحفنى البوست بصراحة

كلماتك معبرة جدا وأعتقد أنها خرجت من القلب
" نحسبك كذلك و لانزكى على الله أحدا "

لذلك وقرت ف القلب

أخى شهاب الأزهر

شقاك الله و عافاك

و إنى أحبك فى الله

شهاب الأزهر يقول...

بنـ(النيل)ـت:: بارك الله فيك وجزاك الله خيرا..

صدقت فالأخوة ليست بمداد الأقلام، وإنما هي هبة رب الأنام

شهاب الأزهر يقول...

جامعاوي روش:: أحبك الله الذي أحببتني من أجله، وجمعني الله بك في الدنيا قبل الآخرة تحت ظل عرشه.. جزاكم الله خيرا