مر عامان من حياتنا ميلادي والآخر هجري سيتبعه بعد أيام قلائل بل قل بعد ساعات قلائل، رأينا جميعا في هذين العامين ومر بنا أحداث كثيرة؛ أكل وشرب لعب وجري فرح وحزن، نجاح وفشل، مرض وعافية، طاعات ومعاصي، دموع ذرفت وآهات خرجت، كل ذلك في هذه الأيام.
فقدنا في هذين العامين الكثير من الأعزاء من العلماء ومن الأصحاب زمن الأقارب؛ ورزقنا الله بفلذات أكباد لنا ولغيرنا من أبناء وبنات، وهكذا الحياة أخذ وعطاء.
وقد فقدت في هذين العامين والدي العزيز الذي لم أشعر بقيمته وحكمته على قدر بساطته إلا بعد وفاته، وفقد أم أحد أصدقائي وأعتبرها أمًّا لي مثل أمي تماما.. ورزقنا الله بابن أخي وسميناه على اسم أبي ورزقت أختي بولد وكذلك ابنة أخي، وهنا يتمازج الحزن بالفرح.
هذا العام رأينا الغلاء يتزايد حتى باع بعض الناس أبناءهم ليعيشوا، وباعوا أعضاءهم البشرية من الكبد والكلى وكاد الأنسان يعرض نفسه للبيع ليعيش عبدا عند سيد يطعمه ويسقيه ويؤويه ويكفيه مؤنة العيش.
عاد زمن الإقطاعيات والنبلاء ومعه عاد زمن المقهورين والعبيد؛ الغني يزداد غنى وكاما حقد عليه الفقراء ازداد غنى وأخرج لسانه لهم، والفقير يزاد فقرا، ومهما فعل يظل فقيرا.
ومن هنا وبعد هذه الصورة القاتمة ينفق الأغنياء الملايين على حفل رأس السنة ويقولون فليمت الفقير والمريض والمسكين؛ تبا لهم جميعا هم وصمة عار في حياتنا، وتمتلئ الفنادق والبارات والحانات، ويكأن الشعب يعيش رغدا من العيش، ويتعاقد المطرب على 100 ألف أو مائتين أو نصف مليون جنيه وأحيانا يكون التعاقد على ليلة واحدة بالدولار؛ ليتحسر الناس على أحوالهم - بالدولار- وهم لا يدون ثمن الخبز والدواء والزيت والسكر والسمن فضلا عن التعليم.
أجر ليلة للفنان أو المطربة أو الراقصة يكفي المئات من الشعب بل الآلاف الكثير من السنوات.
ولكن الأمل موجود والله لا ينسى عباده فسبحانه يمهل ولا يهمل.. تخرج فئات من الشعب من عمال وموظفين ومدرسين وأئمة وأطباء وأساتذة جامعة لتطالب بحقها وتصمد وتقف وتعيش في الشارع وتبيت في العراء؛ ويأخذ بعضهم حقهم والآخر في انتظار.
ينتهي العامان بوفاة بنظير بوتو وحدوث اقتتال بين فتح وحماس والحجاج الفلسطينيون عالقون على معبر رفح؛ وسقوط عمارة الإسكندرية تاركة خمسة وثلاثين قتيلا وخروج امراة بعد الولادة بخلل في جهاز الإخراج ووفاة حالات إنفلونزا الطيور بمصر ويكأن مكتوبا على هذه الأمة ألا تفرح وأن تنهي أعوامها بالحزن.
متى ينتهي العنف ونقضي على الإرهاب؛ فقتل الخصوم أو التضييق عليهم لن يفيد شيئا؟ متى يعيش المواطن آمنا في داره وبين أهله؟ متى ندخال المستشفيات ونعامل كالآدميين؟ متى نقضي على ظاهرة سقوط العمارات وحوادث الطرق؟ ث متى نضحك ونبتسم من القلب؟
هذه بعض اللمحات والمواقف في عامين؛ أحدهما انتهى وهو الميلادي ولآخر يتبعه وهو الهجري.
ونسأل الله أن نبدأ العامين الجديدين بالفرح وأن تحقق أحلامنا؟ وأن نجد الأمن والطعام والشراب.. وأن تكون زجاجة الزيت رخيصة وكذلك كيلو السكر واللحمة ترخص شويتين عشان نقدر نأكلها عشان احنا اشتاقنا لها كثيرا هي والفراخ والسمك، ويا رب التعليم يبقى رخيص والدروس الخصوصية تبقى مجانا، والمواصلات تبقى فاضية وسريعة والحوادث تقل حبتين، ورغيف العيش يكبر شوية كمان. ويا رب حماس وفتح يبطلوا مشاكل وتبقى الحياة وردي شويه عشان الفقراء والمساكين.
اللهم آمين
هناك 3 تعليقات:
دائما يمتزج الأمل بالألم والفرح بالحزن ودائما الإنسان ينسى
أخي الحبيب ... شهاب الأزهر
لدي سؤال ( الاقتتال بين فتح وحماس )
هل ترى أن ( الاقتتال ) هو التعبير الدقيق لما يحدث بين فتح وحماس
وهل من الإنصاف أن نسوي بين الضحية والجلاد بين الحق والباطل
وبعدين ايه موضوع الدروس الخصوصية ده
إنت هتقطع علينا
رحم الله أباك أستاذنا العزيز د.مرح ونسأل الله أن يكون عام نعر وعزة وتمكين للمسلمين
.. الموضوع بقلم د. مرح الذي يدون معي في المدونة مؤقتا أخي العزيز محمد
إرسال تعليق