بصراحة مش عارف إيه ماسورة التيجان اللي انفجرت في المدونات مؤخرا ؟
هي في الأغلب التيجان عبارة عن سؤال أو عدة أسئلة يجيب عليها كل من تصل إليه ثم يقوم بتمريرها بدوره إلى من يختار من المدونين ..
سبب تسميتها بالتيجان ... وأول من بدأها ... وكيف يبدأ التاج ...
كل هذه أسئلة لا أعرف عنها شيئا ...
طيب أعرف ايش ؟؟
بدأته لأن هناك تاجا جديدا وصلني من فاروتا المصري مدوّن.. "الحرية للأستاذ محمود عبد الجواد".
التاج يقول:
ماذا استفدت من حملة اعتقال الإخوان الأخيرة؟
يعني هل استفدت معنويا؟
عرفت حاجات ما كنتش عارفها؟
يعني حاجات من دي.. أهـ..
"التاج اللي فات" أجبت عنه لأنه تم تمريره إلي بواسطة "واحد من مصر" وما رضيتش ازعله وجاوبت عليه، وبصراحة يعني علشان يبقى يفوت لي هوا كمان زنقاتي معه ... ماشي يا مصراوي ؟؟
التاج الأخير سأجيب عنه أيضا .. ولكن ليس فقط لأن فاروتا المصري حبيبي .. وإن كان هذا يكفي .. ولكن أيضا لأن فكرة "التاج" تلقي الضوء على الجوانب المضيئة من المحنة.
سأجيب لكم عن ما استفدته من الاعتقالات الأخيرة بدءا من اعتقال طلاب الجامعة مرورا بالتطورات الأخيرة..
بدأ الموضوع عندما توالت الأخبار على مسامعي في منتصف الليل باعتقال مجموعات كبيرة من الطلاب، بعضهم من شقتين، والمجموعة الأكبر من المدينة الجامعية المخصصة للمبعدين أمنيا والمعروفة باسم "الصفا"، كما شملت حملة الاعتقال والمداهمة النائب الثاني للمرشد "المهندس خيرت الشاطر" وآخرون.
ومع بزوغ الفجر سرعان ما عرفت أسماء من إخواني بين المعتقلين كما ظهرت قائمة أسماء قيادات الإخوان الذين تم اعتقالهم ...
في الليلة التالية رأيت في منامي أحد أساتذتي الذين أجلهم .. فسألته عن أحوالهم فطمأنني ولكنه أخبرني أن النظام يهدف إحالة مجموعة من الإخوان إلى محاكمة عسكرية.
في هذه الأوقات انتشلتني تلك الأخبار لتعيدني إلى عصور "النشاط النتي" بعد فتور دام لفترة طويلة، لم أجد أمامي مجالا أؤدي فيه حق أخوتهم علي غير فضح الكذابين والأفاقين على النت ... ولو على قد استطاعتي ..
هذه تعتبر الفائدة الأولى .. وهي أن حملة الاعتقالات أعادت إلي قلمي... أو أعادتني إلى قلمي
أما الفائدة الثانية.. فأعتبرها هي الحالة الإيمانية والصلة الروحية التي أحدثتها الاعتقالات، فما تواترت الأخبار حتى انتعشت رابطة القلوب بين وبين إخواني، وصرت أصلي ولو فقط لأدعو لهم، وألفيت الدعاء يجري على لساني كما لم يجرِ من قبل.
هذه الفائدة أعتبرها الأهم، فالمرء يحتاج بين الحين والآخر إلى ما ينعش صلته بربه ويقوي حبه لإخواني، باختصار ... إنها الفائدة الوجدانية من حملة الاعتقالات الأخيرة ...
الفائدة الثالثة.. فائدة دعوية، فقد أدى ظهور أبطال المحاكمات على المدونات والفضائيات عقب هذه الحملة الغاشمة إلى تطوير بضعة آليات في التعامل مع أشبالي، كما أنها فعلت فيهم مواهب كنت أبحث عن وسيلة لتفعيلها، يعني أوجدت لي فرصة لأطلب منهم الكتابة لإخوانهم من أبنا المعتقلين واكتشاف من منهم الموهوب في الكتابة ومحاولة صقل تلك الموهبة عنده، كما أنها أعطت فرصة لتهيئتهم للخروج من دائرة الحي الضيقة لدائرة أوسع .. فقد كان هناك اتفاق بيننا على حضور تدشين رابطة أطفال من أجل الحرية في نقابة الصحافيين، وطبعا هذا استدعى تواصلا مع أهلهم، وبالرغم من أن هذا لم يتم –بسبب ظروف تتعلق بي- فقد كان مفيدا حيث أوجد جاهزية عندهم وعند أهلهم للتحرك معي خارج دائرة الحي ..
الفائدة الثالثة متعددة ... منها ما يتعلق بالأشبال وأهلهم وهي كما ذكرنا (مواهب وفهم ونقاش، وصلاحيات أوسع من أهلهم)، ومنها ما يتعلق بالربط العام والدعوة الفردية، حيث فتحت مجالات وسعة للحوار كما أن أبطال المحاكمات أثاروا تعاطفا عارما مع قضيتهم عند من شاهدهم، وفي النهاية الناس ازداد حبها الإخوان وازداد بغضها للحكومة ..
الفائدة الرابعة ... هي من تعرفت عليهم في هذه الفترة، أو من سبق لي التعرف عليهم ولكن توطدت في تلك الفترة العلاقة بيننا، وقد أخرت تلك الفائدة لأهميتها عندي ومكانتها من قلبي، فأختم بما يحلو في قلبي، في تلك الفترة تعاملت مع "الأزهري الأصلي"، و "أنا حر"، و "جيل النصر 2002"، في الحملة للإفراج عن طلاب الأزهر المعتقلين، وجميعهم له مكانة في قلبي، بالطبع تعاملت مع أحدهم قبل ذلك.. وإن لم يكن بقوة تلك الفترة ... وقابلت أحدهم قبل ذلك أيضا .. والثالث تعرفت عليه وقابلته بعدها ... في تلك الفترة تعرف على أبناء المعتقلين وإن لم يتعرفوا علي.. أو تعرف بعضهم، تعرفت على بعض المدونين .. تعرفت على أشبال المحاكمات الأبطال وسرتني معرفتهم جميعا ...
فائدة أخيرة سأذكرها .. ولو أنها غير متعلقة بي.. لذا سأنوه إليها فقط، وهي ما استفاده إخواني الذين اعتقلوا من جامعة الأزهر، حيث احتكوا بأساتذتي الذين لم تكن الظروف تسمح بالاحتكاك بهم ولقائهم، وكسر عدوان النظام عليهم خوفهم من أي خطوة غبية مرتقبة منه .. وزادت من صلتهم وتوكلهم على الله .. وأشياء أخرى لا أستطيع أن أعبر عنها .. هم فقط من يستطيعون ذلك!!
بالرغم من حزني لبعد إخواني عن أهلهم وأبنائهم .. بالرغم من غضبي لمصادرة أموالهم ... بالرغم من دعائي وأمنياتي بقرب عودة آباء إخواني وأقاربهم ... بالرغم من ذلك كله فإنني أرى أن الدعوة لن تخرج خاسرة أبدا من تلك الفترة، فقد استفدت على مستواي الشخصي عدة فوائد، وأرى أن الدعوة قد استفادت أيضا من دخول أبناء المعتقلين وأصدقائهم الشباب إلى أتون المعركة مبكرا ... وستستفيد كذلك من الشباب الذين تعرضوا للمحنة ... وصدق تعالى إذ يقول " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".
صراحة .. من قراءتي لتلك الحملة أرى أن الخاسر الأكبر ... هو النظام الأحمق..
هناك 5 تعليقات:
دانتا حبيبي يا شهاب ..زمقالة اسلام اونلاين جميله جدا وقريتها..........فاروتا مرر ليا التاج من قبلك ياريت تحدث التدوينة الجميلة دي وتمرره لمن تحب او متمرروش براحتك محدش له حاجة عندك يا شهاب .........انت تعمل اللي علي كيفك دانتا جاري وحبيبي يعني محدش يقدر يعترض عليك......معلش احنا بنتكلم اه
السلام عليكم
جزاك الله خيرا اخى الحبيبب شهاب
اولا على الرد
ثانيا على الرد برضه
وان شاء الله يكون الردود مجمعه عندى فى المدونه بعد اناس ماتخلص
بالطبع ان شاء الله الدعوة مش هتتاثر بالاعتقالات دى بالعكس بتزيد قوة واصرار وتحدى
يعنى انا مثلا مكنتش مهتم بالمدونات خالص لكن بعد اللى حصل بدات اهتم شوية واعمل مدونة واتحرك بيها
الله يكرمك ويعزك يا مصراوي .. وقمت بتعديل التدوينة.. طبعا عملت كده بعد الاطمئنان ان ليا ظهر :)
في انتظار الردود على أحر من الجمر يا فاروتا.
إمام الجيل: نعم.. ولن يستحدثوا عقبة لدعوتنا إلا واستحدثنا لها وسيلة، ولن يزداد عدد المعتقلين إلا وازداد أضعافه من العاملين في وسائل دعوية لم يكونوا من مستخدميها قبل ذلك ..
وذلك دين الله والله ناصره
في الحقيقة فوائد أكثر من رائعة اخى شهاب الازهر
زادكم الله فائدة وعلم وحرص
بوركتم
إرسال تعليق