على عكس ما حدث في رحلة حديقة الأزهر .. لم أكن أعتزم الذهاب إلى مؤتمر القاهرة الدولي الخامس نظرا لكثرة الواجبات والمواعيد التي تنتظرني في أيام المؤتمر، ولكن دعوة بلال للتعارف في تعقيبه على رسالتي لأحمد ضياء التي نشرها في مدونته قلبت نظرتي للأمور، هاتفت بلال لمرة ولكن لم أتلق ردا فبعثت له برسالة على الإيميل فلم أتلق ردا أيضا، ولكن عندما هاتفته للمرة الثانية.. ما إن تناهى صوته لمسامعي حتى ارتفع الضغط والنبض والأدرينالين .. وكل شيء ووجدت نفسي غير قادر على التلفظ باللهجة الدارجة -كما هو الحال عند انفعالي- وتحولت للكلام -أو إن شئت فقل الهتاف- باللغة العربية الفصحى.
بلال الذي بدا لي مندهشا خلال المكالمة -من طريقة كلامي طبعا- طلب مني أن نتقابل في النقابة في فعاليات المؤتمر، وطبعا لم أكن لأخيب أول طلب من أخ حبيب، بذلت مجهودا شاقا لإقناع أطراف المواعيد وخلافه بتأجيل الموعد وشاء الله أن ألقى أخا أحببته قبل أن أقابله.
في يوم الجمعة وعقب صلاة الجمعة كنت قد أنهيت الموعد الوحيد الذي فشلت في تأجيله فقدمته إلى قبل الصلاة وتم بفضل الله ومنته وتوجهت عقب الصلاة إلى نقابة الصحفيين، وصلت وكلمت بلال على المحمول فقال إنه بالخارج وسيأتي، قابلت بعض إخواني من الجامعة وبعض الذين تم الإفراج عنهم، وأخيرا بينما أتجول مع ابن طيبة الأزهري رأيت بلال ضياء، سلمت عليه وبدا منشغلا، ولم نتكلم كثيرا "وسأحتفظ بما قاله لنفسي" وانسحبت سريعا حتى لا أشغله.
كانت الدقيقة التي وقفتها مع بلال تعني لي الكثير، وكنت حينها أحلق من دون جناحين، ووددت حينها لو أعانقه لدقائق من دون أن أنبس بكلمة، فقط أعانقه ... ولكن للضجيج الذي والزحام الشديد الذي أثر على رأسي حينها لم أفعل... لست أري تحديدا لماذا ؟!؟! ولكن فقط لم أفعل..
تركت بلال وألقيت بجسدي على مقاعد اللجنة الإعلامية لطلاب الإخوان المسلمون، كنت أدعو لبلال قبل أن أراه ولكن الآن قد زادت محبته في قلبي أضعافا مضاعفة ... وكذلك ستزداد دعواتي.
لم أكن أتصور أن بلال برغم مشاغله سيكون لديه من الوقت ليتعرف علي إن طلبت ذلك فضلا عن أن يبدأ هو بطلب هو ذلك، ولكن بلال السباق بالخيرات بدأ هو بطلب المعرفة فجزاه الله خيرا.
سألت سعد الشاطر بعد أن سلمت عليه في عجالة عما إذا كان أبطال المحاكمات سيأتون أم لا فأجاب بالإثبات فاستعنت الله وقررت البقاء لرؤيتهم.
بعد ذلك بقليل نزلت أنا وأخوين لي من الجامعة لأداء صلاة المغرب ولكن استوقفني ذلك الصغير الذي يرتدي قميصا أبيض، إنه .. أحمد ضياء الدين .. توجهت إليه مباشرة وقبلت رأسه وسألته عن حاله .. كل هذا وأحمد يقابلني بابتسامة في ردوده دون أن يعرفني، تنبهت أني لم أعرفه بنفسي فقلت له: مش عارف يا أحمد انت هتعرفني والاّ لأ ... أنا كنت بعثت لك رسالة ومش عارف برده انت قرأتها والاّ لأ .. كنت بعتها باسم .. قاطعني أحمد: " شهاب الأزهر" ابتسمت حينها وقبلته ثانية بينما يقول: أيوة وصلتني وعجبتني أوي .. ربنا يبارك فيك يا عمو ...
استأذنت أحمد في النزول لأداء الصلاة وما إن عدت حتى بحثت عنه ثانية -ودعوته تتردد في أذني وتغمرني بالسعادة- وقابلت في تلك الفترة معاذ شوشة وسلمت عليه وكمان ... " والاّ بلاش .. خليها بيني وبينك دي يا معاذ "، المهم أني وجدت أحمد ثانية ودار بيني وبينه حوار وقال إنهم سيقدمون فقرة الساعة 10.30، فكرت قليلا وقررت وحسمت أمري بأن أبقى لأشاهدهم "واللي يحصل يحصل".
بعدها وبينما أنا جالس مع أحد الطلاب الذين تم الإفراج عنهم أسأله عن أحواله في الجامعة نادى على عاصم وعامر ابنا الأستاذ محمود المرسي، لست أدري كيف أصف لكم "حلاوة وطعامة" الصغير عامر الذي حفظ حتى سورة (عبس)، أم كيف أصف لكم أدب ورجولة عاصم، تحدثت إليهما وقبلتهما، بالطبع أخي كان يعرفهما من أيام الزيارات التي كانا يزوران فيها أباهما وهو كان مع أبيهما.
وفي تلك الفترة جلسنا مع أستاذنا الأستاذ صبحي صالح في محاضرة رائعة سجل أخونا محمود سعيد "ابن أخ" معظمها على مدونته بعنوان "قعدة عسل .. مع راجل عسل"، وللأسف لم أتعرف إلى أخي محمود سعيد لأني لم أجده بعد المحاضرة كما أني كنت أبذل جهدا خارقا في منع جفنيَّ من السقوط.
وقبيل الفقرة أتى أنس مالك الذي سلمت عليه وعانقته ولكن لم أتحدث معه كثيرا بسبب انشغالهم في الإعداد لفقراتهم.
بعد الفقرات كان الجوال تبعي لا يصمت والأمر وصل للتهديد بالاغتيال إن لم أحضر حالا فآثرت السلامة وسلمت على من كان برفقتي وحمّلت أحمد ضياء الدين سلامي إلى كل من أنس ومعاذ حيث لم أجدهما واستغرقت في النوم عندما ركبت المواصلات.. لأكمل في أحلامي .. مع أحبابي .. أقول لهم ما ضاقت الأوقات عنه، وأبثهم من المشاعر ما عجزت الكلمات عن قوله ...
يا إخواني الذين التقيتهم في المؤتمر ... جميعكم ... اسلموا حبَّا واحتراما لمجهوداتكم ووقفاتكم في سبيل الله
هناك 3 تعليقات:
الجوال تبعي
إنت جاى منين :-)
بلال وسعد
رغم إنشغالى وإنشغالهم
والتعارف القصير جداً (إن صحت تسميته بالتعارف)
كون ما سماه الإمام البنا
إئتلف
فما تعارف منها أئتلف
ولا تنافر إن شاء الله :-)
أما إخواتى الصغيرين
مع إنى مشرف أشبال
وباحب الأشبال جداً
وكمان وخصوصاً أبناء الإخوان
وما بالك بهذه النوعية الخاصة من أبناء الإخوان
فلم أتعرف بواحد منهم حيث أرى الظروف غير مناسبة (مش عارف ليه)
بس هنيئاً لآبائهم
معلش يا باشا "تبعي" دي جت آوت!!
وسعد لم أتعرف إليه، أما بلال فقد كان التعارف سريعا ومقتضبا .. ولكنه كا كافيا لأحبه أو بالأصح ليزداد حبي له ..
أما موضوع إخواني الصغنططين.. فالظروف مناسبة مش مناسبة كان لا زم أسلم عليهم
عدى عليا ضرورى
فاروتا المصرى
الف الف مبروك على النجاح
هو ده ضد الظلم احسن سلاح
ووالدك بنجاحك بقى مرتاح
عايزين بقى الحلاوة تكون تفاح
فاروتا المصرى
الحريه لعبد الجواد
http://farota2.blogspot.com/
إرسال تعليق