03‏/04‏/2007

اعذريني يا عائشة !!

كانت لحظات قاسية تلك التي تعامل فيها وجوها جامدة وقلوبا قاسية، كنا نحاول الدخول إلى مبنى مجلس الدولة بأي طريقة .. أي طريقة تجعلنا نخترق ذلك الحصار الذي ضربه أشاوس القمل المركزي المغارير.

وبينما كنا نحاول الدخول أتت عائشة مالك وعائلتها للدخول .. لم يراع أي من الواقفين أن هؤلاء لهم قضية هامة أو أنهم يدافعون عن آبائهم وأموالهم، تعاملوا بالجمود نفسه وبالقسوة ذاتها..

كنت أتمالك نفسي من الدخول في الحوار لأني كنت على شفا الدخول فتظاهرت وكأني لم ألاحظ شيئا..، وليتني لم أفعل.

كان المغرور يملي شروط دخولهم التي بدأت بخلع القمصان التي عليها صور آبائهم، التفت ورأيت عائشة تخلع قميصها "التيشيرت" الذي عليه صورة أبيها ..

لست أدري لماذا أثار ذلك كل خلية في جسدي، لقد أصروا أن يخفي الصغار اعتزازهم بآبائهم، أصرو على ذلك وكأنه يؤرق مناهم أو يقض مضاجعهم، هل لأن أبناءهم لا يعتزون بهم كما يفعل أبناء الإخوان ؟ أم لأن أبناء الإخوان حملوا الرسالة باكرا بينما لن يحملها أبناؤهم أبدا؟ نعم .. لن يحمل أبناؤهم رسالتهم أبدا!!




اعذريني يا عائشة .. لقد صمت حينها لأنني كنت أريد نصرتك من خلال دخولي المبنى والوقوف بجانبكم هناك، اعذريني يا عائشة فلو كان الأمر بيدي ما تركتك تنزعين صورة أبيك من على صدرك أبدا، اعذريني يا عائشة فقد صمت لذات السبب الذي خلعت قمصك من أجله.

إن قلبي يتمزق بسبب صمتي حينها ولكن ...

فعذرا يا عائشة ...

إن ما لا يستطيعون نزعه هو فخرك بأبيك الذي في قلبك وبداخلك، فليتبجحوا كما يشاؤون فهم الضعفاء العاجزون الذي لم يستطيعوا أن يتركوك تحضرين بصورة أبيك وإنشاد الأبيات من أجله.

ضاقوا بك يا صغيرتي وبحبك لأبيك وعجزوا عن أن يتركوك تقومين بما تريدين، هل تعرفين لماذا ؟ لأن العالم صدقك وكذبهم ، أحبك وكرههم ...

فاعذريني يا عائشة ...



ليست هناك تعليقات: