13‏/05‏/2007

مرتزقة النظام ... بغليظ الشوم ومسموم الأقلام

من فوائد الحراك السياسي الحالي والأزمات المتتابعة والاعتقالات ومصادرة الحريات وضرب الأحكام القضائية بعرض الحائط و..... إلخ – من فوائد ذلك أن يتبين لنا من بكى ممن تباكى، نعرف جميع "البلطجية" الذين يستأجرهم النظام، وأن نعلم بقية الـ"فواعلية" الذين يستعملهم النظام لإرهاب معارضيه وممارسة "فرد العضلات" على مخالفيه.




طبعا ظهر جانب من هؤلاء فيما عرف لدى الكثير باسم "مليشيا العادلي" أو "مليشيا النظام" عندما استأجر الحزب الوطني بلطجية لضرب أعضاء حركة كفاية والمتظاهرين وقاموا حينها بواقعة "ضرب الصحفيتين الشهيرة" وتوالى بعدها الاعتماد على هذه المليشيا سواء في التعامل مع طلاب الجامعات "عين شمس"، أو تظاهرت كفاية، أو في انتخابات 2005 ضد الإخوان.



ولكن "مليشيا النظام" أو "بلطجيته" أو الفواعلية الذين يستدعيهم في كل زنقة لا يقتصرون على فئة أصحاب العضلات والخناقات في الشوارع، ولكن من بين صفوف بلطجية النظام أصحاب البدل الشيك والإتيكيت والتلميع وشاشات التلفزيون والفضائيات، وهؤلاء يمارسون البلطجة أيضا ولكن بلون وشكل مختلف، فهم ينقلون الخناقة إلى صفحات جرائدهم، ويفردون عضلاتهم على باقي الصحف حيث إنها الأوسع انتشارا ومدعومة من جانب الحكومة.



تجد في هذه الصحف القومية "فرد عضلات" على مخالفي الحكومة، فهي تعرض وجهة نظر الحكومة .. ولا مجال للمخالفين ليردوا، مع أن من قواعد العمل الصحفي أن تقوم بعمل متابعة وتتيح للآخر أن يرد... ولكن البلطجية يتناسون العمل الصحفي ويضربون الآراء التي لا ترضي مستأجريهم ومستكتبيهم في سلة المهملات.



فتجد تقارير المباحث ونتائج تجسسهم على صفحات الجرائد دون خجل أو حياء، وتجد أيضا الأكذوبات التي ربما يكتشفها طالب الابتدائية إذا ما قرأ المقال فاكتشف متناقضاته، وربما تجد بعض المحاضر التي تم نقلها دون حتى أن تتم معالجتها لتصلح للنشر الصحفي!!...



هؤلاء البلطجية من ذوي البدل ربما يكونون من رؤساء التحرير أو الكتاب البارزين (أي أبرزهم النظام) وهم يتشدقون على الفضائيات بما يسر أسيادهم ومستأجريهم، وقد ظهر هؤلاء الأجراء متباكين عقب الحكم الأخير الذي صدر من مجلس الدولة، فرأينا بعض المتفلسفين الذين رأى بعضهم "أن أي قاض يعارض الرئيس يبقى لا يصلح للقضاء وعليه أن يغادر المنصة فورا"، ولست أدري ما فائدة القاضي إذا؟! لماذا لا يحل سيادته القضاءويصير هو الحاكم بأمره؟ أو يصير كما يحاول أن يكون –ولن يصبح كذلك أبدا- يحكم ولا معقب لحكمه؟.



العجيب أنك إذا قرأت مقالته من أولها لآخرها فستجدها مليئة بالاضطرابات والمتناقضات .. فهو يؤكد على القضاء وحريته وأنه يأمر ولا يطلب .. ثم يعود في نفس المقالة ثانية ليهدم القضاء "ويبهدل" القاضي إذا خالف توجهات حضرته، ولا يزال يلوي قلمه يمنة ويسرة في يأس لعله يظفر بعقل القارئ على حين غرة ... أو يستعطفه ... أو ربما من كثرة "الزن" على أذن القارئ يصدق بعضا مما يسكب أحباره من أجله.



وربما يظهر أحد هؤلاء المرتزقة على الفضائية ليتبجح بأن القضاء وقع في سقطة قضائية لأنه تناول قرار الإحالة للمحاكمة العسكرية من جهة إدارية، ولكنه كان من جهة سياسية وقانونية!! ولا تسألوني عن معنى كلامه لأنني كنت أول المتعجبين من إقراره أن قرار الإحالة سياسي وفي نفس الوقت شايف بسلامته إنه فاهم أحسن من القضاة وطالع يعرفهم إن نظر القضية لم يكن من اختصاصهم.



طبعا هؤلاء المرتزقة الذين استأجرهم النظام.. لم يرفعوا "الشوم" وإنما رفعوا الأقلام، رفعوا أقلامهم مسمومة يطعنون بها عقول العوام، سكبوا أحبارهم يشوهون الحقيقة لعلنا نغفل عنها أو ننام.



كفوا عنا أقلامكم الملوية ... اسكبوا بعيدا عنا محابركم الغربية ... لم يعد الناس يصدقون منكم كل فرية ... ارحلوا يا كتَّاب المليشيا العادلية ... يا وجها آخر للبلطجية ... أخرسوا ألسنتكم عن شرفاء مصر والأمة الإسلامية.



ليست هناك تعليقات: