ليستمر التدوين.. ولتنزف أحبارك يا قلمي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت في الفترة الماضية منشغلا.. تابعت أحداثا وعايشت أخرى ولم أكتب عنها شيئا، اختلطت مشاعر فرح بأخرى ولم أدون من ذلك شيئا، لم أقم ربما خلال الأيام الأخيرة الماضية إلا بنقل موضوع سابق، ولكن لم يكتب قلمي جديدا، وكأن محابري نضبت، وكأن معين قلمي قد جف.

كنت أود أن أغلق مدونة شهاب الأزهر نظرا لانشغالي، وربما أفتتح أخرى باسمي بعد مرور هذه الفترة التي انشغلت فيها، كان هذا قرارًا اتخذته بعد حكم مجلس الدولة بإيقاف قرار رئيس الجمهورية، قررت أن أنتظر الإفراج لأكتب إلى الإصلاحيين ثم أكتب موضوعا أخيرا أغلق به محبرتي وأرفع قلمي عن مدونتي إلى حين.. خاصة أنني افتتحت مدونتي عندما اعتقلوا إخواني من أبناء جامعة الأزهر لأذود عنهم بقلمي، ثم توقفت فترة من الزمن عن التدوين بعد الإفراج عنهم سرعان ما أنهيتها وعدت للتدوين بإحالة الإصلاحيين للمحاكمات العسكرية، والآن عند الإفراج عنهم أرفع قلمي وأغلق محبرتي، أو أوكي دواتي حتى أجد وقتا.

وانتظرت الإفراج .. ولكنه لم يأتِ، وسرعان ما شكلت الحكومة محكمة قضاتها مستشارون لديها طعنت أمامهم على حكم مجلس الدولة فصارت خصما وحكما .. والنهاية معروفة!!.

وهكذا .. نقضت وكاء دواتي .. وحملت قلمي .. واخترت بقاء مدونتي كما هي، فلم تنته مهمتك بعد يا قلم..

جُدْ بأحبارك يا قلمي فإن الظلم في بلدي قائم، وإن الساكت عليه آثم، وإن المظلومين ما بين مجاهد وعالم، وإن الظالم يعبث بوطني ويدعي أنه عليه حاكم.

انزف أحبارك يا قلمي فالظلم عسير، والأمر خطير، والظالم يرتع في بلدي والحر أسير، انزف أحبارك يا قلمي فالله بصير، انزف أحبارك إن الرب قدير.

انزف أحبارك فجهادك بحروفك يحميني، من حر من نار لسكوتي تكويني، فالساكت عن ظلم لا يهنأ أبدا في ديني.

انزف أحبارك إن الظالم يحتجز الأحرار، أرسل بحروفك نارا تكوي الظالم إن حروفك نار، أشعلها حربا بسطورك تفضحه وتكشف كل الفجار.

انهل يا قلمي من حبر دواتي، واسطر بالحبر جحيما يحمي بلداتي، يحميها من كل فساد يصنعه جبابرة الحكم العاتي.

انزف واسطرها ياقلمي فالظلم جبان، لا تقبل عيشا يحكمه شرع البهتان، لا تقبل ذلاَّ في العيش فالذل هوان، لا تخش الموت فإن المثوى جنات الله الرحمن.

انزفها يا قلمي لا تبخل من أجل الأحرار الحر يجود، انزفها لعل الإسلام بكلماتك يعلو ويسود، ولعل سطورك تنقذني من غضبة جبار وودود، ولعلي أهنأ بحروفك في جنة ربي المعبود.