26‏/02‏/2008

وقلت لصحراء "الهايكستب": أشوفك يوم 25

لم تعد صحراء الهايكستب كما كنت أذكرها وأنا لا أزال طفلا صغيرا، فقد امتدت إليها من العمران ألوان وأشكال، وهي الرغم من ذلك ما تزال نائية بعيدة جامدة.. يكثر فيها لون الرمال الأصفر في غير رقة، بل تقبضك قسوته على الرغم من قلة صخوره..







لست أدري سبب شعوري ذلك، ربما يكون بسبب ارتباط المكان عندي بالشدة والقسوة، بالذراع الحديدية التي يبطش بها النظام بخصومه السياسيين، وعلى الرغم من ذلك فإن شدتها لا تكره بالكلية، ولكن تكره عندما توضع في غير موضعها.





كانت صحراء الهايكستب اليوم تجمع ما يربو على الثلاثة آلاف من أسر وأبناء وإخوان المحالين للمحاكمة العسكرية، وعلى الرغم من ذلك فقد بدوا من بعيد ككرة سمراء مختلطة باللون الأحمر (لون اللافتات المطالبة بالعدالة) وسط امتداد لون الصحراء الأصفر الشاسع.










اقتربت في خطى وئيدة، ولم أحمل كاميرا ولا قلما ظنا مني أنهم سيمنعون ذلك وقد يصادرونه فيضيع.. نظرت نظرة خاطفة إلى أهالي المحالين.. نظرة واحدة إلى عيونهم كانت كافية لتشعر بأن هذه الصحراء بوسعها وترامي أطرافها قد انطبقت على صدرك وطوقت رقبتك، وعندما يتبادر إلى ذهنك أن هؤلاء الأطفال قد يعودون اليوم إلى بيوتهم بعيون باكية وآمال محطمة.. فقد لا تجد متنفسا لك، ستظل تبحث عن نسمة هواء في صحراء الهايكستب دون جدوى.










جاء الخبر سريعا بالتأجيل، وكأن صحراء الهايكستب تنظر إلي بعينين شاحبتين لتتحدى.. "هل ما زالت لديكم القدرة على المواصلة والصمود؟ سأتسع لأبلعكم وأضيق لأخنقكم.. هل ستتحملون قسوتي؟".. حينها نظرت طويلا إلى الواقفين حول "كافيتيريا البواسل" وكأنني أستمد قوة من عزيمتهم على نصرة المظلوم، ثم انتزعت نسمة هواء باردة رغما عن قسوتها، وأجبتها في اقتضاب: "سأعود.. أشوفك يوم 25".




سنعود يوم 25/3، وسنعود في كل يوم يتم فيه التأجيل، ربما تزداد أعدادنا.. وسيزداد معها أملنا في فرج من عند الله.. وسيزداد أيضا رضانا بقضائه.







سأعود مرة أخرى فأخبريهم أنني لم أسأم.. والجموع الغفيرة التي وقفت على رمالك ستعود أيضا.. ستعود بخطى أكثر همة.. فاحفظي وطء أقدامهم حتى تؤديها شهادة تامة بين يدي الله.




هناك 12 تعليقًا:

مشروع انسان يقول...

شهااااااب
مش كنت تقول كنا نشوفك هناك

ربنا يكرمك ويتقبل منك هذه الخطوات

وموعدنا يوم 25 مارس
ونسال الله ان يثبت اخواننا وان يربط على قلوبهم

وان يقض لهم الخير

غير معرف يقول...

ربنا يبارك فيك اخى شهاب لقد عبرت عما فى صدورنا احسن تعبير ولكن آن لليل ان ينجلى لعله قريب وموعدنا كما قالت اختى امام الجيل يوم 25مارس ونذكر هنا موقف الرسول صلى الله عليه وسلم وابو بكر الصديق فى الغار اذ قال لصاحبه لاتحزن ان الله معنا .

جمعاوى يقول...

الأخ الكريم

أختلف معك فى نقطة

و هى تحدى الصحراء لكم

أكاد أجزم أن لسان حالها يقول

" و الله مش قصدى ده الموضوع غصب عنى "
أو تقول
" منه لله اللى كان السبب "
أو تقول

" ربنا يثبتكم ..نفسى أعمل لكم حاجة بس مش عارفه

العين بصيرة و الإيد قصيرة "
إنتهى

بنت الصالحين يقول...

اللهم فرج كربهم وكرب المسلمين في كل مكان

ammola يقول...

العصرده"ظلمات بعضها فوق بعض"
يامصر كل عصر فيكى كان بيبقى فيه أماكن وحتت بيضا...الا العصر ده عمال يسود ويظلم
هى الناس دى مش شايفة هى داخلة التاريخ منين؟ليه اختاروا اقذر ابواب التاريخ
يامصر هو وجع القلب ده مالهوش نهاية بأه؟؟؟؟؟؟؟

أحمد سعيد علي الدين يقول...

أخي الحبيب شهاب
أنا كنت هناك وكان نفسي أشوفك
على العموم نتقابل يوم 25 مارس
بحشد أكبر نعلن بيه رفضنا للظلم

شهاب الأزهر يقول...

إمام الجيل.. نتقابل 25 إن شاء الله..

آمين.. نسأل الله أن يفك أسر إخواننا

غير معرف يقول...

غير معرف.. بارك الله فيكم وجزاكم كل خير

وإن شاء الله لا حزن ولا هم.. فالله ينصر أولياءه ولو بعد حين

غير معرف يقول...

جامعاوي روش.. ربما، كل يشعر تجاهها بشيء، ولربما ينصرنا الله فيها أو يغفر لنا بوقفتنا بها، فتتحول لحظات ضيقنا فيها فرجا وفرحا

جزاكم الله خيرا

غير معرف يقول...

عاشقة الفردوس... اللهم آمين

آمين آمين لا أرضى بواحدة *** حتى أبلغها سبعين آمينا

غير معرف يقول...

أمولا:: أشد ساعات الليل حلكة.. هي تلك التي تسبق الفجر

غير معرف يقول...

نور الأزهر:::: أشوفك هناك .. في الهايكستب 25