23‏/02‏/2008

كسرت قلمي.. فاكسروا أقلامكم


منذ فترة طويلة أدركت أنني لا أملك أغلى من رأيي وكلمتي، كلمتي بلساني أو بمحبرتي، فلم أبخل بهما على دعوتي ووهبتهما ربي منذ التدوينة الأولى التي افتتحت بها مدونتي فكتبت: إلهي لم أجد أغلى من قلمي فوهبته لك.




لكنني اليوم أكسر قلمي.. وأدعوكم أيها السادة الكرام زوار المدونة إلى أن تكسروا أقلامكم، أعلن لكم قراري: سأكسر قلمي فاكسروا أيها السادة أقلامكم!! أكسره عن كل مستخفّ به وأرفعه عن كل ما يشينه وأضن بمداد محبرتي عمن لا يحسن القراءة فارفعوا أقلامكم وترفعوا بمحابركم.. ثلاثة مواقف جعلتني أقرر أن أكف كلمتي وأكسر قلمي.. في بعضها كان قراري غاضبا عاصفا.. وأنا اليوم أراجعه معكم.








.. كتبت لأكثر من موقع بأسماء متعددة، بعضها كنت أكتب إليه باسمي الحقيقي أو باسم ثان مستعار أو ربما ثالث ورابع، ولم أكن أكتب لأي منهم لقاء أجر مادي، بل لقاء أجر ربي الذي وهبته قلمي.. وكتبت لأحد المواقع فقال محرره إن هذا الموضوع قد يفرد لع ملف كامل (مما يعني عدم نشر موضوعي وإنما تفصيله لعدة مواضيع) وطلب مني المشاركة فيه فاعتذرت وطلبت منه إن لم يكون سينشر موضوعي فليخبرني لأني وعدت رجلا بموضوع وأنا مشغول بشكل لا يسمح لي بكتابة المزيد، ووعدني بالرد في موعد بيننا.. ولكنه لم يفعل.. اتصلت به فلم يرد.. طلب مني الثاني المقال فطلبت منه وقتا أكثر وشرحت له السبب.. كان رد فعله غير متوقع بالنسبة إلي، فقد كان عاصفا جدا، وبدا أنه يمنّ عليّ بإعطائي فرصة ذهبية للكتابة في موقع كبير كموقعه.. وبغض النظر عن موقعه كبير أم لا فقد أخبرته أنني لا أكتب باسمي، وأن الفرصة الذهبية التي لا أتقاضى عليها أجرا لا أتقاضى عليها شهرة أيضا.. شكرته على الفرصة الذهبية.. وقلت له إنني لا أحتاجها.. وكسرت قلمي.


قررت حينها أن أكسر قلمي عنهما معا.. فاكسروا أقلامكم يا سادة، اكسروها عن كل من لا يقدرها، مهما علا ومهما كان براقا. لا أدري.. هل تسرعت باتخاذ قراري ففقدت مكانا دعويا، ربما، لكن لا سبيل للعودة إلى أحدهما، الآخر ربما أراجع موقفي معه بعد حين.. أعطوني آراءكم.





- حد منكم عنده موقع؟


- موقع ؟ موقع إيه؟


- على الكمبيوتر يعني

- لأ


- ازاي أنا عارف ان فيه منكم حد عنده موقع


- أحد الحضور: يمكن إيميل؟


- ممكن.. فيه حد منكم عنده؟


- الكل: .. نعم.. كل الناس عندها إيميلات



- لأ يبقى مش إيميل..


- شهاب: مدونة؟


- أيوة.. هي دي؟


- شهاب: أيوة أنا عندي.


- اممم... حاطط فيها الشعار وقايل انك إخوان وكده؟


- أيوة


- لأ.. الشعار شيله


- نظرة تعجب!!


- لأن أي حد ممكن يأخذ رأيك على أنه رأي الإخوان


- حضرتك رأي الإخوان اللي عاوزه بيدخل الموقع الرسمي، وبعدين أنا مش بقول كلام على أنها رأي الجماعة.. أنا مش واخد الخط دا


- "أمال واخد خط إيه؟!.. خط اتناشر؟!". (طريق)


ابتسمت ابتسامة شاحبة وكسرت قلمي، انتهى الحوار حينما تحول إلى السخرية والتقليل في موضع الجد والمناقشة.. فاكسروا أقلامكم وكفوا آراءكم عمن لا يقدرها قدرها ويسفهها أو يسخر منها، فحينها سيصير الحوار لا طائل منه ولا جدوى.




كانت المناقشة حول وسيلة دعوية ما، وكلما حاولت الاعتراض عليها باعتبار أن هناك وسائل أجدى وأولى -من وجهة نظري- وأننا جربنا هذه الوسيلة من قبل ولن تؤت المردود المنتظر منها.. تحول النقاش إلى وجوب الدعوة و"لأن يهدي الله بك رجلا...".


- يا جماعة ركزوا معي أنا غير معترض على الدعوة ولا على مبدئها ولا أقلل منها، ولكني أرى وجوب التخطيط الجيد لها واختيار الوسائل المثمرة..


ولكن يبدو أنه لم يكن هناك من يسمع كثير.. أو ربما كان عليّ أن أكسر قلمي حينها.


- بعد نقاش طويل تم إلغاؤها مع توجيه الكلام إلي بـ"راجع نفسك وحاسبها واقعد معها.. واسأل الله ألاّ يكون ذلك تكاسلا، ولا تخاذلا، ولا انتصارا للرأي، ولا ... ولا..".


حاولت عبثا التوضيح مجددا لوجهة نظري ولكنه تمت مقاطعتي بألا أبرر لأحد.. فقط "مع نفسك".


شكرتهم على النصيحة باسما وكسرت قلمي.. فاكسروا أقلامكم إخواني عمن لا يفهمكم، وحتى إن فهمكم فسيكيل لكم الاتهامات أو سيوحي بها ويلوح.


ربما لو اتفقوا بعد أيام على التحليق نحو القمر بلا مكوك فسأستأذن مسرعا لتحضير الأجنحة، لا يهم يقيني الجازم بأنهم لن يجتمعوا أصلا في الميعاد المتفق عليه لبدء التحليق فضلا عن إمكانيته، ولكني سأكسر قلمي عمن لا يفهم منطقي أساسا.. أو سيقذفني بالتثبيط إن أريته تحت نور الشمس إمكاناته.





كسرت قلمي حينها وسأكسره في أي موقف آخر مثلها.. فاكسروا أقلامكم إخواني!!..


اكسروا أقلامكم وضنوا بأحبارها عند كل متعالٍ عليها مستخفٍّ بها.. اكسروا أقلامكم بين يدي كل ساخر هازئٍ بها.. اكسروا أقلامكم عند من لا يحسن قراءة رسمها..


اكسروها يا سادة؛ فهي أغلى وأعلى وأنقى مما يظنون.. وربما مما تظنون أنتم أيضا!!.



.....


انتظروا.. أين أقلامكم؟؟.. هل كسرتموها؟؟


بالله عليكم لا تفعلوا


إن لم تفعلوا فلا تفعلوا ذلك أبدا


وإن كنتم قد فعلتم.. فلملموا ما تناثر منها، واجمعوا أجزاءها، وضمدوا جراحها، وعاودوا الكتابة بها، ولا تتوقفوا عن الكتابة أبدا؛ فعسى أن يأتي يوم يقرأ فيه أحد ما خطته أناملكم ويفهم ما قصدتم.. كما أن أقلامكم هي أغلى ما تملكون...


هناك 23 تعليقًا:

جمعاوى يقول...

ايه يا عم شهاب

مالك ؟


غريبة أوى الحالة اللى إنت فيها دى

شكله الموضوع جلل ؟

إستعن بالله

و أكيد ح أتصل بيك نتكمل مع بعض ف الموضوع ده

إضراب يقول...

أزعجتني كثيرا في بداية البوست
والحمدلله أني أكملت البوست للنهاية
ونحن يا اخي علينا العمل وليس علينا إدراك النتائج

عصفور المدينة يقول...

قرأت بعناية ولكن لم أستطع أن أخرج بقرار ما كان الأصلح في هذه المواقف

ربما يكون بعض التضحية أحيانا في صالح مصلحة أعلى وخاصة أنه يمكن الجمع
وخاصة مع وجود الأسماء المستعارة

شهاب الأزهر يقول...

أخي الكريم جامعاوي روش.. المقال تاريخ كتابته يسبق تاريخ نشره بثلاثة أسابيع، ولكنه حفظ كمسودة عن طريق الخطأ بدلا من نشره.. لذا فأنا أطمئنك أنني تخطيت هذه الحالة

شهاب الأزهر يقول...

إضراب الخولي.. فك الله أسر والدك فقحزنت كثيرا لخبر اعتقاله عندما قرأته على إخوان أون لاين

ثبتكم الله وجزاكم الله كل خير

شهاب الأزهر يقول...

عصفور المدينة ... الفقرة الأخيرة مبهمة قليلا .. مكن توضيح أكثر لعلي أستفيد من أخطائي؟؟

فهذا هو هدفي الأول من نشر هذه المواقف

khobayb يقول...

اخي الكريم

أظن انك كسرت قلمك بشكل سليم في الموقفين الأول والثاني

أما في الثالث ..

فاللوم يقع عليك لأنك لم تستطع إيصال فكرتك

أو لعلني لا أعلم التفاصيل

--

دمت بخير

ودام قلمك كذلك

غير معرف يقول...

هو مش كسر بقي يا شهاب اخنا بس هنقفل القلم شوية

اللي بيمن ده ولا تعبره

ودايما قول كلمة الحق حتي لو اللي قدامك هيقاطعك مش من باب انه يقتنع واللا لأ بس الحق لازم يتقال


وبعدين يا شهاب انت شاكلك هتبقي لعيب كورة وهتسيبك من الكتابة لانك متألق كرويا حاليا وفلوس الكورة احسن يا راجل بلا وجع قلب
:)))

ابو صهيب ( الجمعاوي الاصيل)سابقاً يقول...

استعن بالله ولا تعجز اخي شهاب الازهر

وان شاء الله تعدي المحنة دي على خير

باب البحر يقول...

كان الله في عونك أخي الحبيب

في الماضي القريب . كنت لا أكسر قلمي و لكن كنت أثقب أوراق الآخرين .. ثم تحولت لأكسر قلمي عند أي سخرية - و أراني جانبت الصواب.

أوافقك في أنه يجب أن نكسر أقلامنا عمن لا يحسن القراءة.

و لكن - و أحسبك تعلم ذلك - يجب أن نضع مصلحة الدين في الإعتبار قبل ذلك ... فإن كنا سنكسب مطالعة و قراءة من يحسن القراءة ، فأهلا بالاستهزاء و السخرية . فحينها ستجعل المستهزئين معبرا دون أن يشعروا ، و سيعلمون أنهم هم المخدوعون فيما بعد.

أأمل أن تكون وصلت وجهة نظري أخي الحبيب .. إن سخروا فاكسر قلمك ، فإن كان لتصحيح اتجاه أو تصويب أساسيات في الدين فدعهم يسخروا . و سنسخر منهم كما يسخرون.

جزاكم الله خيرا أخي شهاب

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

**أحط تعليقي فين يا عم .. هنا و لا هناك !! **

alshared يقول...

أنا قريت الموضوع كويس

ومحتار

ساعات فعلا لما بنتكلم مع بعض بحس أن فيه ناس بتصادر رأئي المشكله أنهم مش بيقنعوني برأئيهم وبحس أصلا أنهم مش مقتنعين بيه هما كمان بس هو ده الشعب المصري
يختلف لمجرد الاختلاف

وعندما يكون هناك من يختلف معهم يرفضونه يسخرون منه يتعالون عليه معتقدين أنهم يملكون الحق المطلق وليس هناك أي شئ مطلق سوي ما جاء به نص صحيح لا يحتمل التاويل

بالتاكيد هذه ثقافة مجتمع بأكمله

فالأب في منزله ديكتاتور لا يسمح بأعتناق رأي مخالف لرائيه

وفي المدرسه

وفي الحكم

ماذا تتوقع اذا؟

لديك أسلوب رائع
يسلم قلمك

تحياتي

غير معرف يقول...

اتوافق مع راى الشارد تماما ولكن اعطى قلمك لمن يستحقونه وافتخر بما تكتب ولاتدع ثقتك فى الله عز وجل وفى نفسك ان تتركك وتمضى من الناس من لايعبأ بكتاباتك فلا تنظر لهؤلاء حتى لاتتأخر عن ركب الاولين انشر دعوتك فى مكان بقلمك ..بصوتك ..بأى شئ المهم الاتدع سحابة اليأس والاحباط تمضى بك لانك اقوى من كل هذا.

عصفور المدينة يقول...

أخي الحبيب رأيي بعد التفكير أنك أخطأت وأضعت فرصا لا أقول لك ولكن لخدمة الدين
ولفيصل في كل موقف هو موازنة المصلحة والمفسدة من وجهة نظر الشرع

فكان يمكن التنازل عن شيء في مقابل مصلحة أكبر ويمكن الجمع بين المصالح باستخدام الأسماء المستعارة

شهاب الأزهر يقول...

أخي الكريم خبيب.. يا هلا بكم وبمروركم الكريم

الموقف الثالث أحيانا أجزم فيه بخطأ من جهتي.. ولكني أتردد كثيرا في سببه؛ هل لأنني لم أوصل وجهة نظري -كما تكرمتم-؟ أم لأنني حاولت أن أوصلها لمن لا يريد؟

شهاب الأزهر يقول...

أخي اللعيب مصراوي: مشكلتي في الكرة أن هناك نجوما مثلك لن يدعوني أظهر أبدا، وما تقول إنه تألق في الفترة الأخيرة لم يكن ليظهر لولا الألم الذي في قدمك.. عافاكم الله

شهاب الأزهر يقول...

الجامعاوي الأصيل.. تخطيتها بفضل من الله ونعمة، ولكني أراجع نفسي معكم

شهاب الأزهر يقول...

أخي الكريم باب البحر:: وصلت وجهة نظركم وجزاكم الله خيرا.. وحضرتك تضع في المكان الذي يعجبك.. هنا أوهناك.. في أي مكان نسر لرؤيتكم كثيرا

شهاب الأزهر يقول...

ألأخ الفاضل الشارد:: نعم من الطبيعي جدا أن ترى ثقافة مصادرة الرأي سائدة عند الكثيرين، ولكن أن تراها من المثقفين الكتاب، أو من الدعاة والناشطين.. فهذا أمر مؤسف


وتسلم ويسلم قلمك ورأيك وجزاكم الله خيرا

شهاب الأزهر يقول...

غير معرف.. جزاكم الله خير.. أعطيتنا دفعة للمعنويات المحطمة.. أعز الله شأنكم وأكرمكم

شهاب الأزهر يقول...

أخي الكريم عصفور المدينة: وجهة نظركم وصلت، وأعتقد أنني أميل لرأيكم، وإن كنت لم أحتمل وقتها عجرفت فأردت أن أنبهه إلى ما غاب عنه وعن حساباته المادية البحتة

بوركتم

إسلام يقول...

اخي الحبيب
اتفق معك واشعر بك
ولكن الأمر مرتبط بعدة أفكار راسخة في عقول عدد ضخم جدا من الاخوة

اوصيك بالصبر والثبات وحاول التغيير

أخوك
اسلام

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سيدي الفاضل ... شهاب الازهر ..

كلمات حضرتك تدل على واقع لستم أنتم فقط من تعانون به ...
بل ربما هناك الكثيرين كذلك ..
ولكنهم حقا كسروا أقلامهم وتوقفوا عن الكتابة ..


سيدي .. أنتم على الحق ماضون فاصبروا وصابروا ..
واستعينوا بالله عزوجل


بورك فيكم

غير معرف يقول...

ابن الأزهر: أنا أعلم جيدا أنك لن تكسر قلمك أبدا بإذن الله، وعليك بطول البال يا سيادة رئيس التحرير المنتظر إن شاء الله.
وعموما لقد أخذت لك بثأرك ممن سخر منك

هههههههه

لا تنس ذلك ، أي خدمة يا عم