حجر في المياه الراكدة.. أفتقد الإصلاحيين وأبناء العسكرية!!

قد يكون الأمر غريبا بعض الشيء.. ربما سيتعجب البعض من هذا المنحى الغريب، ولكنها لمحات من مشاعري أنثرها بين يديكم..

لست أعرف ما هذا التقصير الشديد الذي سقطنا فيه عقب النطق بالحكم الآثم على الإصلاحيين المحالين للمحاكمة العسكرية.. مرت أيام ونحن لازلنا في فعالياتنا.. نستقبل المفرج عنهم ونهنئهم ونؤكد أن قلوبنا لازالت أسيرة مع أحبائنا وأساتذتنا وإخواننا الذين تم الحكم عليهم عسكريا ظلما وعدوانا.. تماما كإحالتهم لها أصلا.

ولكن بعد هذه الأيام.. لن أقول نسينا.. ولكن زاد تقصيري واستفحل، لماذا قلت الدعوات بجوف الليل؟؟ لا أدري.. لماذا جفت الدمعات لتثبيت أبنائهم؟؟ لا أذكر..

على الرغم من الجراح والأسى والحزن الذي كان يحل بي أيام العسكرية.. فإنني أفتقد أبناء المحاكمين عسكريا.. أفتقد عامر وعاصم محمود المرسي (الحمد لله أن فك أسر والدهما).. أفتقد أحمد ضياء الدين فرحات (عجل الله فرج والده).. أفتقد عائشة مالك وسارة أيمن وأنس أيمن وأروى علاء... (فك الله أسر ذويهم جميعا)..

أفتقد المناجاة وركعات قضاء الحاجة قبل الجلسات.. أفتقد حزم الأمر والخروج كما لو كان بلا عودة متوكلا على الله.. أفتقد الوجوه الباسمة رغم المحنة لأساتذتي جميعا.. أنا لا أفتقد المحنة.. ولكن أفتقد القرب من الله خلالها، لا أفتقد الغمة.. ولكن أفتقد ترابطنا الأخوي أثناءها.

فكرت كثيرا بزيارة بيوتهم (المفرج عنهم والمعتقلين).. ولست أدري لماذا أجلت ذلك مرة تلو الأخرى حتى صار من مشاريعي المؤجلة لأجل غير مسمى رغم أهميته..

فكرت في مكالمة أسرة أستاذي صلاح الدسوقي (المحكوم عليه بثلاث سنوات) ولكن شعوري الجارف بالتقصير بلا مبرر وعدم علمي بالكلمات التي ينبغي أن أقولها جعلت المكالمة عسيرة جدا جدا..

كلما أمسكت قلمي أكتب إليهم أو عنهم خذلني، وكأن قلمي نفسه يعاتبني على طول الغيبة والسكوت المخجل.. أبعد عام يا شهاب؟؟

والآن.. وبعد عام من إسدال الستار على أسوأ محاكمة هزلية عرفتها.. لا أملك إلا دعوات يسيرة أهمهم بها وهموم حزينة أشارككم إياها..