29‏/11‏/2014

الشرطة.. ملائكة الله تمشي على الأرض

جاء تقرير لجنة تقصي حقائق 30 يونيو جامعا مانعا، ليكشف لنا عن الوجه البريء للشرطة الذي لم نكن نعرفه ولم نقدره حق قدره.




إنني أشكر القائمين على التقرير الذين أخرجوه بهذا الشكل، فكشف أنصار مرسي الذين قاموا بكل الجرائم، وكل القتل، وكل التدمير، أما قوات الأمن فلم تتعمد قتل المتظاهرين، ولم تسعَ إليه أو لم يكن في حسبانها، ولكنها "أخطأت" أثناء الفض.. وحتى هذا الخطـأ راجع في أصله إلى عنف المعتصمين الذي دفعها إلى ارتكاب الأخطاء لأنها لم تكن تتصور تلك الشيطانية التي ظهر بها المتأسلمون، وهي (بحسن نيتها وطيبة قبلها) غير مدربة على ذلك، ولم تشهد مواقف كتلك من قبل.

وقوات الأمن في ذلك معذورة كل العذر، فإذا كان نبي الله آدم وهو بشر لم يتخيل أن يقسم الشيطان بالله كذبا، كذلك رجال الأمن (ملائكة الله الذين يمشون على الأرض) لم يكونوا يتصورون هذه الأفعال الشيطانية، ولذلك اضطروا أن يدافعوا عن أنفسهم "ليس أكثر".

ألم تروا المسلحين الذين يردون زيا مدنيا (أكيد إخوان)، ألم تسمعوا دوي الرصاص الذي لم تظهر الفيديوهات مصدره (أكيد إخوان)، ألم تروا الدماء المسالة (أكيد أراقها الإخوان)، ألم تروا الدخان (أكيد أضرم نارها الإخوان)، كيف كان للملائكة المجنَّحة أن ترى الشياطين يعيثون في الأرض فسادا ثم لا تدافع عن جنة الله في أرضه (مصر).

إنني أشكر معدي التقرير من جديد على أن وضعوا رجال الأمن موضعهم بكل حرفية ومهنية ومصداقية، حتى إن وزارة الداخلية نفسها لو أرادت أن تعد تقريرا في تقصي الحقائق لما استطاعت أن تظهر رجالها وأبناءها بهذا الشكل الملائكي، ولو بداعي إنكار الذات واتهام النفس، لكن اللجنة المستقل أعطت كل ذي حقٍّ حقَّه.

غير أنني أرجو من اللجنة بعد ذلك أن تفصّل أكثر في وصف رجال الأمن الذين وزعوا زجاجات المياه على المتظاهرين (الوحشين) وأمنت أبناء الإرهابيين إلى حد طمأنة إحدى الفتيات تبحث عن والدها قائلا "خليكي هنا لحد ما تلاقيه، إنتي في عنينا، والله محدش هيعملك حاجة"، كدت أبكي عند هذه اللحظة، ويبلغ الأمر ذروته عندما انبعث صوت أحد الضباط يناشد زملائه بوقف إطلاق النار نهائيا حتى الانتهاء من عملية الخروج، ويؤكد للمعتصمين "مش هضرب نار حي"، أكيد المتظاهرين اللي ماتوا قتلوا بعضهم.

إنني أدعو اللجنة المستقلة في أعمالها المقبلة أن تفصّل بين "رجال الأمن" أولي الأجنحة بين من هم "مثنى" وبين من هم "ثلاث ورباع"، يزيد في الخلق ما يشاء، وفي آية أخرى: "ويخلق ما لا تعلمون".

ليست هناك تعليقات: