31‏/05‏/2008

أطفال المترو 4.. وصراع الثقافات

هذا المقال كتبته منذ فترة طويلة كما هو واضح من سياقه، ولكني لم أنشره حينها لما تردد من أنني مدون المترو وظن البعض أنني سأنحصر في عربة المترو، وخشيت من تسيير مظاهرات على المدونات تطالب بعزلي من عربة المترو فآثرت السلامة وتأجيل نشره حتى تهدأ العاصفة.. واليوم أنا أقدم لكم الحلقة الرابعة من "أطفال المترو" بعد ثلاث حلقات هي:


















واليوم: "أطفال المترو.. وصراع الثقافات"... أترككم مع المقال:




كان اليوم هو الرابع من أيام عيد الأضحى المبارك، وكان الأطفال يملئون عربة "المترو" عندما دخلت إليها كعادتهم في الأعياد، عائدين من زيارات الأقارب أو المتنزهات والحدائق أو.. أو..، وكالعادة يرتدون الملابس الجديدة والتقاليع الحديثة.




كان بعضهم قد استغرق في نوم عميق بفعل الإرهاق من اللعب طوال اليوم، أما الذي لا يزال عنده بقية باقية من طاقة فقد راح يواصل لعبه ليستنفد جميع طاقته، ابتسمت عندما رأيتهم وتذكرت كيف أننا كنا نلعب حتى نستنفد طاقتنا، وكأننا يجب علينا أن نلعب مادام فينا جهد، حتى إنني أذكر أن أخي ذات مرة ظل يلعب حتى نام من التعب، وطبعا ظللنا نبحث عنه حتى وجدناه نائما وحملته أمي إلى فراشه.




قطع خيط ذكريات بدء تحرك المترو ورحت أراقب تحركاتهم ولعبهم وصيحاتهم، وما أثار انتباهي -وربما فزعي أيضا- أن الأطفال -كلهم- كانوا يبرهنون بشكل عملي في لعبهم على هزيمتنا؛ ولكنها هزيمة من نوع مختلف!!.




كان أحدهم قد قام بطلاء وجهه على شكل "سبايدر مان"، وآخر يرتدي ويتباهى بقبعة تجعله يشبه "بات مان" وآخر يقلد حركات "سوبر مان" المطبوع على ملابسه.






رحت أراقبهم في تحركاتهم وكلماتهم، كنت أرى في عيونهم ثقافة منزوية مهزومة لصالح ثقافة مسيطرة على عقولهم، كانت هناك مثل وقيم أخرى تحرك هؤلاء الأطفال، مثل لم تنبع من هذا المجتمع، مال علي صديقي الذي كان معي عندما رآني مهتما بمتابعتهم غارقا في تفكيري هامسا: "الأطفال ثانية يا شهاب.. وفي المترو أيضا.. هل ستدون عنهم من جديد؟". تبسمت ابتسامة لم تفلح في إزالة آثار الوجوم من على وجهي.


وهنا راح يكمل: "لماذا لم نر منهم من يقول أنا صلاح الدين أو عمرو بن العاص؟". وهنا ازداد وجومي وعضضت شفتي السفلى فتركني أغرق ثانية في تفكيري؛ فأنا لا أتكلم عن الشخصيات والمثل الدينية فقط.. أين هذه الشخصيات الشعبية والتراثية؟



كانت كلمات الأطفال وتحركاتهم تنزل على أذني كالصواعق، كل منها دليل قاطع على هزيمتنا، كل عقل من عقول هؤلاء الأطفال دارت فيه معركة، وخرجنا من هذه المعركة نجر أذيال الهزيمة.




لماذا؟!.. لماذا فشلنا؟! لقد كانت ثقافتنا أكثر ثراء، وأكثر قيما، ولكن يبدو أنها لم تجد رجالا يقومون بها..



كانت ثقافتنا بناءة ذات أبعاد قيمية وأخلاقية، تؤثر وتبني في أطفالنا، ولكننا تخاذلنا عنها فانزوت إلى أركان النسيان... حتى هذه الشخصيات الشعبية التي تحمل تراثا روائيا شعبيا خياليا كانت أفضل بكثير، ولكننا لم نخض معركتها، تركنا الظلام يخيم عليها دون أن نفكر في إلقاء الضوء عليها، ولا حتى أن نوقد شمعة في جنباتها.

أذكر أن جدتي كانت تحكي حكايات لي عن شخصيات تراثية مصرية، مثل "علي الزيبق"، و"البحار ماندو"، وآخرين، وقد كانت هذه الشخصيات آدمية عادية، ولكنها تمتاز بالذكاء والأمانة وحسن التصرف و... وغيرها من الصفات البشرية الجيدة، الصفات التي تدفع الطفل إلى التحلي بها عندما يقلد أبطاله.



ولكن.. ما الذي جرته علينا عائلة "مان" الخيالية (سوبر وبات وسبايدر)؟؟ كل صفاتها ليست آدمية، تطير وتلتصق كالعناكب ولها أدوات خارقة حاضرة دوما لإنقاذها، فأي بناء إذن ستحدثه في أطفالنا؟!




كل معاركها لا تدوم كثيرا، بل قدراتها الخارقة تحسم الأمر سريعا.. فأي صبر وصمود وكفاح سيتحلى به حاملو هذه الثقافة؟ كانت حكايات جدتي -رحمها الله- أحلى، حتى هذه الشخصيات الخيالية، كان تراثها بنَّاء، وكانت كفيلة بدحر سوبر مان وسحق سبايدر مان، ولكننا لم نروج ثقافتنا.


يبدو أنه مما ارتكبنا من أخطاء اعتبارنا أن المعركة معركة المثقفين (الكتاب والمؤلفين) فقط، دون المهندسين والمخرجين والمنتجين؛ فمعركة الثقافة معركة شعب، مما أوقف ثقافتنا عن حد الحكايات والمقالات، ولم نخض بتراثنا معارك المشاهد والمسموع..



مما ارتكبنا من أخطاء أننا -نحن الكبار أنفسنا- عدونا لاهثين خلف الوارد من الثقافات ونسينا ثقافتنا، فانهزمنا في عقول أبنائنا، وتم احتلالنا ثقافيا في عقول أبنائنا.. والدليل ستجدونه على حقائب مدارس أولادكم، وعلى ملابسهم.. حاولوا ولو مجرد محاولة أن تشتروا لهم شيئا لا يحمل رسم بوكيمون أو أبطال الديجتال وسترون رفضا قاطعا وبكاء حادا..


معذرة يا شباب.. فقد هزمنا في هذه المعركة.. وربما سنحتاج وقتا لنعاود امتلاك العقول، ولكن.. متى نبدأ التحرك؟

هناك 14 تعليقًا:

شــــمـس الديـن يقول...

تدوينتك دي جميلة عامة
و الاتجاه العام لكتابتك بيحمل هم وطن و امه بحالها

انت فعلا محق لان الاطفال فعلا عبارة عن ارض خصبة تحمل داخلها كنوز و نقلمها حتي تنبت ما بداخلها

اغلب الناس لا تعي هذه الحقيقة الواضحة وضوح الشمس

الطفل دا محتاج تفرغ و رعاية منقطعة النظير من كلا الابوين و يا جحبز لو كان الرعاية تمتد لتشمل الاجداد - اكيد انت بتاخد بالك ان الطفل اللي بينشأ في عائلة كبيرة بيبقي احسن كتير من العائلة الثنائية اللاب و الام فقط - و رايك الكثير من هذه النماذج

و لكن مسؤولية من هذا ؟
اعتقد انها مسؤولية تقاعسنا عن اولا تقديم بديل يشغل عقول الاطفال

زمان انا فاكرة ان بابا كان يقعد يحكيلنا عن قصص الانبياء ... و قصص هو نفسة بيالفهالنا !!! مكناش بنتفرج علي التليفيزيون و لو اتفرجنا بابا تملي ينبهنا ان اللي بنشوفة دا مش حقيقي و غير واقعي و بيضحكوا بيه علي الناس علشان كدا اطعمنا من و احنا صغيرين ضدة

بس المشكلة ان كم اب و ام يعي هذه الحقيقة في توجيه ابناءة

بجد زجاكم الله كل الخير علي التفكير في هذه القضية الهامة حقا في حياتنا و اللي هتأثر علي المستشقبل مش مجرد قضية حالية

Mostafa Abdelmoneam Badr يقول...

دائما عندما أقرأ مثل هذه التدوينات الهامة. اسرح بخيالى فيما يجب فعله لانقاذ ما يمكن انقاذه.فيضربنى الاحباط ضربا مبرحا من واقع التفكير البليد الذى وصلنا اليه.

ما اسهل الكلام ولكن ما اصعب الحلول.
اما العزاء الوحيد انها ابدا ليست مستحيلة.

أول خطوة هى ايجاد مجتمع على الاقل 100 شخص على قلب رجل واحد وعلى عقول متقاربة يدركون الخطر الجثيم ويسعون جادين لتغييره.

ثانى خطوة محاولة اللحاق بالركب من بعد سنوات من الجمود الفكرى تحت مسمى حرام لكل ما هو مجهول مع ان الحلال اولى وتحت مسمى بدعة ضلالة لكل جديد مع ان الابتكار هو النتيجة الطبيعية للتفكر.

ماذا ننتظر من بعد حقبة مرت ولازالت اطيافها تخيم علينا, شهدنا فيها ظهور فن التمثيل كفن جديد من فنون الكلام وقد برع فيه العرب على حد علمى من قبل اختراع التلفزة والرسوم المتحركة واذكر بديع الزمان الهمذانى والمقامة الحلوانية.

ما ان قام اهل الغرب بالتمادى فى الحضارة خلفا طبيعيا لنا من بعد تخلفنا وتقاعسنا الا وكنا نجيبهم بالرفض. أسميه كبرا وأسميه غرورا ولكنى ارفض ان يسمى مرضاة الله.

تحدثت السينما فى بلادنا باسم الغرب فقط لم تجد لها نصير من المعتزين بشرقيتهم والله اعلم ولكن النتائج ان كل افلام بداية السينماكانت مأخوذة اما من قصص وروايات غريبة عن مجتمعاتنا ومعربة. او من مظاهر نعيشها فى مجتمعنا ولكنها بعيدة كل البعد عن افكار هذا المجتمع.

ظهرت بعد ذلك بعض الافلام الناجحة والتى تعبر عنا ولكن من اتجاه واحد الا وهو التراث والتاريخ وتلك خطوة ايجابية حميدة.تحثنى على ان اذكر تراقص الاطفال فى الشوارع بالسيوف بعد عرض فيلم عنترة بن شداد أو صلاح الدين الايوبى. او وا إسلاماه.

أمثلة قليلة ونماذج اخرى ساذجة لا داعى لذكرها لعدم تأثيرها على المجتمع ولكن يبقى سؤال.ماذا نتوقع من اطفال لم يجدوا فى شاشاتهم - وما ابهر الشاشة اليوم لا انكار لذلك - الا ابناء مان الذين ذكرتهم.

اننا فى أمس الحاجة اللى اللحاق بتلك النماذج من خلال شخصيات عربية الشكل واسلامية المضمون. عربية الشكل مثل كابتن ماجد واسلامية المضمون لا اجد مثال لها والله اعلم.

لو وجدت شخصيات كرتونية عربية او شخصيات طبيعية مميزة من ينفق عليها فهذه بداية جيدة لابهار الاطفال من خلال ذكر كرامات الاولياء ومعجزات الانبياء ومن خلال قصص مسوجة تحوى ايات مثل قوله تعالى "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزفه من حيث لا يحتسب" حتى تعود عقيدة اطفالنا فى جيل من الاجيال الى حظيرة الاسلام والفكر الصحيح.

ثم من بعد ذلك نحتاج الى لعب اطفال تضاهى تلك النماذج وكذلك ملابس وكتب وكراسات لتلك الشخصيات من بعد انتشار الشخصيات وتحقيق نجاحها أولا.

الامر ليس مستحيل ولكنى ارى فيه صعوبة وما اسهل الكلام وما اصعب التغيير طريق الالف ميل يبدأ بخطوة
على الا يكون هذا كلااااااام

أحمد سلامــة يقول...

وايضا لم لا يكون العتب على الجدات والاباء
لم يعودو يحكون حكايات السندباد والشاطر حسن حتى وليس على الزيبق او ادهم الشرقاوي
ربما هم مهمومون بجمع مذيد من المال لشراء ريسيفر احدث لاستقبال قنوات اغلى ومحطات فضائية اكثر ترفيها
وسفها

أحمد سلامــة يقول...

اعتقد من هذا البوست انك صاحب تدوينة سوبر مان مكانش شجاع في العدد الاول من مدونات مصرية للجيب
لها نفس الجو الموجود في البوست ومغزا اقرب وله نفس الرقي
سعدت بالقراءة لك فعلا

بلسم المعرفة يقول...

ولكنك ربما تناسيت البيئة التي ينمو فيها هؤلاء الأطفال فهي المغذية والمشجعة لهذه الفوضي الثقافية
فبرغم أن زيادة الوعي بأهمية تنشئة الطفل في محيط ثقافي إسلامي من قبل الآباء , إلا أن هذه الرؤية تفقد مصداقيتها بعدما تتعارض هذه النظرة الراقية والمتطورة مع موروثات الآباء وثقافتهم التراكمية

فينشأ الطفل إنعزالي يبحث عن السهل الممتنع كما يقولون

تحيه وتقدير لك أخي

أحمد سعيد علي الدين يقول...

منور بعد طول غياب ياشهاب

الغزو الثقافي لبلادنا هو أشد أنواع الغزو على الإطلاق

ولكني ألحظ أنهم في البداية كانوا يغرسون في نفوس شعوبنا الأفكار الخاطئة المخالفة لقيمنا ولمبادئنا

ولكن الىن أصبحوا يغرسون فينا اللافكر

يعني ثقافة الحشيش والمخدرات وأغاني العنب وبحبك ياحمار
وأفلام اللمبي والذي منه

ابو صهيب ( الجمعاوي الاصيل)سابقاً يقول...

تدوينات اكثر من رائعة بارك الله فيك

ننتظر زيارتكم في مدونة ميخا في شكلها الجديد

مشروع انسان يقول...

للاسف ثقافة توراثناها
بالرغم من اننا نملك التاريخ

وهم لا يملكون
فكل ابطالهم خياليون

ونحن نملك ابطالا صالوا وجالوا فى الارض

وسطروا اعظم معانى القوة والبطولة
بل والاخلاق والشرف والعزة

عًٍمًرٌٍوٍ آلنْوٍبٌَِى يقول...

شهاب الازهر
بجد تدوينتك جميلة جداا
وانا من اول ما قريت المقال بتاعك
اعجبت بيك وبشخصيتك وطريقة تفكير
وانا شايف ان الاطفال ملهمش زنب فى افعالهم
بالعكس الزنب على الجيل الى قبلهم
الجيل الى زرع فيهم حضارة الغرب وسابهم للأعلام الغربى يسيطر عليهم
انت بتقول راحت فين الشخصيات الدينية والرموز الشعبية من حياتهم
تقدر تقولى مين دلوقتى بعير ابنو او بنتو على الرموز والشخصيات دى
بالعكس سايبنهم للتلفزيون يعلمهم كل حاجه واحنا ماشاء الله التلفزيون بتاعنا تحفة حضارية روعة من روائع الاعلام هههههههه
انا معاك اننا انهزمنا فى المعركة دى ودى هى اهم معركة لان الاطفال دول هيجى عليهم يوم وهيبقو رجال البلد دى
يعنى الحمد لله طالعين جاهزين على خرابها اكتر مهى خربانة
انا يمكن مش قدرت اعبر على كل الى جوايا بس اكيد انت عارف وفاهم الى انا اقصدو

تحياتى ليك واتمنالك المزيد من الكتابات المميزة التى تخص هذا البلد
-------------------------
على فكرة
انا جاوبت على اسألتك الجميل الى انت طرحتها فى المدونة بتاعتى
ياريت تدخل تشوفها فى اى وقت

صريح أوي يقول...

أولا السلام عليكم
ثانيا برده السلام عليكم
كتر السلام بيزود المعرفة
******
أكيد انت مش بتتكلم عن مترو الانفاق بتاع مصر
ده اكيد مترو انفاق في دزولة تانية خالص ... صح ولا أنا غلطان

إحنا أحسن دولة بتهتم بالاطفال وبتوفر ليهم الرعاية والبركة في سوزي

*********
بصراحة موضوعك تعب لي أعصابي اكتر
عالعموم جزاكم الله خيرا

فزلوكة يقول...

هوا من المفترض إن أنا كتبت تعليق هنا من كذا يوم
بس مش عارفة راح فين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

عموما
فى رأيي أن الأخطر من "سبايدر مان " وغيره هى "باربى " نموذج العروسة المبهر عند البنات بملابسها وحتى ملامح وجهها , بحيث يكون هو النموذج المتاح أمام الطفلة والمنشود أيضا
ودا من أخطر ما يمكن , لإن صورة كهذه عندما تنطبع بذهن الصغار لن تمحى

أما نقطة "سبايدر وبات مان " فمشكلتها أنها تخلق بطولة زائفة ورغبة فى التقليد عند الأطفال _مع العلم باستحالة ذلك _ لأننا نتحدث عن شخصيات وهمية , أما إذا كان النموذج المطروح بشرى فيمكن بسهولة استغلال رغبة الطفل فى "التقليد " فى إيجاد وزرع قيم معينة

فى النهاية من يرتبط بسبايدر مان فى صغره
لن يرتبط بغير "جيفارا " عندما يكبر إن لم يرتبط بأحد أصلا

Unknown يقول...

هو ده الغزو الثقافى اللى بيعملوه وتغريب عن قيمنا ومبادئنا ومعتقداتنا عشان بعد كده يبقى سهل عليهم هزيمة الأمة
وده برضة عيب خطير فى اساليب التربية والتعليم
مدونة جميلة وتدوينات رائعة
تحياتى

غير معرف يقول...

موضوع اكثر من رائع

جزاك الله به كل خير


ولكن لى تعقيب صعير كل التعليقات التى وردت تبدى اسباب ولا تطرح نتائج عملية


لحل مثل هذه الكارثة


اولا : اقترح بضرورة الاهتمام بالثقافة العربية والشعبية للكبار قبل الصغار


ثانيا:تطويع لغتنا العربية للتحدث بها حتى لانشعر نحن واطفالنا بالغربة داخل وطننا العربى


هذه بعض المقترحات التى وردت لدى

بوركت اخى شهاب وبورك قلمك


والى الامام دائما

اوعى تفكر يقول...

الغزو الثقافى والفكرى هم اسواء الاحتلال وهو اخطر من الغزو العسكرى
لانه يجعلنا اتباع للغرب وامساخ
واشباه رجال نمشى بطوع اسيادنا