05‏/03‏/2010

الأصفار الثلاثة.. والمليار صفر!!

مناسبة مرور 1000 يوم على حصار غزة

الأصفار الثلاثة.. والمليار صفر!!

أصفار ثلاثة ستتكون يوم 9/3/2010 في عدد أيام الحصار المضروب على قطاع غزة، لتعلن بذلك صمودا دام ألف يوم، رقم كبير في حصار عدد كبير من البشر، ولا يزال الصمود الكبير مستمرا.

وإذا كان حصار غزة قد أتم يومه الألف، وتراصت في تعداد أيامه ثلاثة أصفار متجاورة، فإنها ستنضم بذلك إلى أصفار عديدة في عالمنا العربي والإسلامي، لكن فارقا بسيطا بينها يصنع واقعا مختلفا كليا، فأصفار غزة تزيدها إجلالا واحتراما، وتفرض واقعا جديدا وتصنع معادلة جديدة على الأرض، مفادها أن شعبا كهذا يتحمل هذا الحصار ولا يركع لهو شعب سيصنع المعجزات..

أما أصفارنا المليار.. فهي خارج المعادلة، لا تضيف جديدا، ولا تفرض واقعا، لأنها تلك الأصفار المهملة، التي بلغة أهل الرياضيات: "تساوي لا شيء"..

وكلما زادت أصفار غزة إجلالا واحتراما زادت أصفارنا تقزما، ليس لأننا على طرفي نقيض مع غزة، ولكن لأننا آثرنا تلك الوضعية، وضعية "الصفر"، والصفر تتضاءل قيمته كلما زادت قيمة ما بجواره، وأصفار غزة قيمة ثمينة، توضع بدماء وعرق وكفاح أهلها.. أما أصفارنا فتتناثر بالسلبية والتخاذل والكسل.

هكذا تصنع أصفار غزة معادلات، وأصفارنا خارج أي معادلات، لا لشيء إلا لأنها آثرت ذلك، تحيا خارج المعادلة بكل تباعد وتخاذل عن النصر الواجب لهم: "وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر".. وتزداد تقزما برضا الضيم وحياة المهانة..

أصفار كثيرة بحياة لا تستنهض فيها الهمم.. أصفار في العلوم، والتكنولوجيا، والنظافة، والمواصلات، ونقاء البيئة، والحياة الكريمة، والحريات، ,,,,، ماذا نقول في قائمة لا تنتهي؟ حتى تنظيم فعاليات الألعاب على مستوى عالمي.. نلنا فيها صفرا جديدا.

أعتقد أن ثلاثة من الأصفار في تعداد أيام الصمود ستكون شاهدة على مليار صفر تأخر في النجدة وأخلد إلى التكاسل والركود، وستكون تلكم الشهادة قاسية جدا، فلا مجال للمقارنة بين شهادة ثلاثة أصفار -تلك الشهادة العدل- وبين أقوال المليار صفر ونصف المليار..

رغم فوارق العدد بين المحاصرين (فعلا) والأحرار (قولا) في أمتنا؛ فإننا لن نجد مجالا للمقارنة بين فعالهم وأقوالنا، وشهادة الأيام الألف من الحصار وقصص الصبر ومعاني انتظار النصر، كل ذلك سيكون وقعه شديد الوطء على متخاذلي النصرة، فما بالك بمعاوني الطغاة ومشددي الحصار.. لا شك أن أصفار غزة تنزل كقنابل تصفع صلفهم وتخاذلهم وخيانتهم..

أصفار تظهر لكل ذي عينين تحضر المجتمع الفلسطيني العربي المسلم، فلا أعمال نهب وقعت رغم طول الحصار، ولا شاهدنا الفوضى تضرب القطاع المكتظ رغم قطع الإمدادات، ولم نر -برغم القصف والغارات- ما كان من شعوب كثيرة لم تحتمل الكوارث أو الخوف يوما أو يومين حتى شاهدنا النهب الجماعي وعصابات السطو والفوضى العامة.

هي شاهدة إذن على قيم الوفاء والصمود والكفاح، تماما كما تشهد على سقوط قيم كالخيانة والتخاذل والعمالة.. كذلك فإنها شاهد على ركون مليارات الأصفار وكذبهم حينما يتشدقون بالإنسانية والمروءة والنجدة أو الوقوف بجانب الحق الإنساني، وشاهدة أيضا على نصرة مئات أو آلاف الرجال.. وكم لأصفارك من معانٍ يا غزة.

هناك تعليق واحد:

اتمني الشهادة يقول...

غزة اصفارها يمين
وامتنا اصفار مليارها يسار

فلنعرف الفرق

جزاك الله كل الخير اخي علي هذا الشهاب الحق
فحقا غزه اصفارها ثمينه
لان في فلسطين تجد كل ما هو ثمين وذا قيمه لاتقدر بكنوز الدنيا