16‏/08‏/2010

أنا متضامن مع "شوكولولو" (३)

أنا متضامن مع "شوكولولو" (३)



من جديد عدنا سريعا إليكم.. لنتابع فصول معاناة ومأساة أخي الكريم شوكولولو، ولتقفوا معي على سبب تضامني المعلن مع صديقي العزيز، ولعلكم تتضامنون معي وتشاركوني دعائي للمسكين، فهو أحوج ما يكون إلى دعائكم..


هاتف والد شوكولولو والد العروس، واتهمه بعمل عمل لابنه شوكولولو حتى يتزوج ابنتهم لأنهم حسب قوله ليسوا من مستوى ابنه، وأن ابنه "يستاهل أحلى من ابنتهم"، والحق أن والد العروس لم يتحمل بداية المكالمة، فأعطى الهاتف لأخيها، استمع أخوها إلى كلمات أبيه، ولم يرد على أي إساءة، وبعد المكالمة تأسف أن يكون لشوكولولو والدا كهذا!!.

شوكولولو أتى لزيارة العروسة غير عالم بمجريات الأمور، ولكنه فوجئ بمعاملة جافة أو للتوصيف الدقيق فهي متوجسة من جانب أهل عروسه على غير ما اعتاد، وباستفساره قالوا له ما حدث، انفض شوكولولو عرقا، وبدا وكأنه يود أن تنشق الأرض وتبتلعه، وأغمض عينه متمنيا أن يستيقظ من هذا الكابوس، لكن صخرة الحقيقة صدمته..

حاول أن يعتذر.. فكانوا من أكرم من تمسك به، فقالوا له إننا سنتغاضى عن هذا الأمر وكأنه لم يحدث بشرطين، أن يزورنا أبوك ويبدي موافقته على الزيجة، وألا تتكرر هذه الفعلة، وبدوره شرط هو ألا يقلل ذلك من احترام أبيه فاتفق الطرفان مجددا، على أنه لن يرى عروسه قبل أن يتحقق الاتفاق.

لم يدر شوكولولو كيف يواجه أباه، فحار ودار، وذهب إلى أحد كبار عائلته الذي يحبه كثيرا، واتفقا على محادثة والده في الموضوع، والعجيب أن والده لم يبد أي تحفظ على الموضوع، ووعد باستكماله، ووافق على الزيارة، وبعد أن بدا شوكولولو خائفا وجلا، عاد الأمل يداعب أحلامه مجددا.

بدأ شوكولولو يهيئ نفسه أن والده ربما يضايقه ماديا، أو يطلب من أشقائه عدم مساعدته، لكن شوكولولو لم يكن يطلب من والده غير الموافقة، وكان على استعداد أن يتحمل تبعات كل شيء، وتعهد أحباب شوكولولو الكثيرون بألا يتركوا له رغبة في شيء إلا حققوها، وكان أشباله يتدربون على ما سيقدمون من فقرات في حفل بنائه، وسُمح لـشوكولولو برؤية عروسه مجددا بمجرد تحديد موعد زيارة أبيه، وصارت عروسه تحفظ أسماء أبناء شوكولولو (أشباله).

وأخيرا جاء أبو شوكولولو للزيارة وطلب الزواج رسميا والاتفاق على كل شيء، رغم أن شوكولولو هو المتحمل لكل شيء لكن يجب ألا يجرح كرامة والده، هكذا كانت أخلاق شوكولولو العالية التي عهدتها فيه وحفظتها عنه..

دخل والد شوكولولو (الفلاح) وبدأ ينظر إلى كل شيء بقرف، ويعامل عروسه بنظرات الازدراء.. ولم ينبس طوال الزيارة ببنت شفة..

خرجوا من عند العروس، ومن يومها لم يبتسم شوكولولو مجددا، لم أر ابتسامته العذبة الهادئة، ولم أعرف الأمل يلمع في عينيه، بحروف متقطع اتصل شوكولولو بوالد العروس، واعتذر بشدة عما بدر من والده، واعتذر إتمام الزيجة حفاظا على كرامة الفتاة، وتمسكا بألا يهينها أحد، حتى ولو كان ذلك في سبيله هو.

هكذا انتهت قصة روميو وجولييت (الإخوانية) التي كنت أمني نفسي بمتابعة فصولها الشيقة قبل أن تبدأ، وهكذا صمت شوكولولو العاشق قبل أن يتكلم، حاولت الاتصال به ومكالمته لأطلب منه الخروج من حالته، ولكن قفز إلى ذهني نظرات الأمل اللامعة التي تجاهلتها في المسجد يوم أن أراد قص ما جرى لي، عرفت أنني سأكون سخيفا أن أطلب منه وأنا الذي لا يشعر به كما اعتاد أن يشعر هو بنا.

شوكولولو خرج من بيته إلى المسجد، ولكن حلقات أبنائه في رمضان مهشمة وضائعة من دونه وقد هجرها، إخوانه حددوا أخا واثنين في بلدته مكانه، ولكن أحدا لم يجمع الأشبال كما كان يفعل شوكولولو، اتصل بي مسئوله طالبا مني التدخل، فاعتذرت بلطف، وقلت له: كلنا لا يستحق شوكولولو..

ليست هناك تعليقات: