29‏/11‏/2014

إخلاء الوطن

نحن وراءك يا عنترة..

"وَنَــحـنُ المـوقِـدونَ لِكُـلِّ حَـربٍ ** وَنَــصــلاهــا بِــأَفــئِدَةٍ جَـرِيَّة"

هكذا أنشد الشاعر الجاهلي عنترة بن شدّاد؛ أشهر من عُرفَ بالشجاعة من شعراء العرب، يفاخر بفرسان قبيلته الذين حموا حماها من "إرهاب" الفرسان الغرباء، ودافعوا عن عاداتها وتقاليدها (هويتها) من أي إرهاب محتمل.

إنّني اليوم لا أجد خيرا من فرسان ومغاوير جيشنا الوطني العظيم تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أهديه أبيات عنترة في قصيدته تلك التي قالها في الفخر بقبيلته وفرسانها الذين يخوضون تلك الحرب المقدسة التي يخوضونها ضد إرهاب الأقرباء.

سيادة الرئيس إن الجيش يخوض تلك الحرب بقلوب جريئة -كما قال عنترة- فلا تلتفت لأقاويل المرجفين الذين يصدونك عن إخلاء الحدود أو تهجير الأهالي.. أخرجهم من بيوتهم سيادة الرئيس فنحن وراءك، اهدم بيوتنا فنحن معك، أحرق مزارعنا فقلوبنا تؤيدك، جرف أراضينا فسنسير وراءك، اقصف مدننا وقرانا، أغلق جامعاتنا ومدارسنا، عمّم خطة "الإخلاء المؤقت" للقضاء على الإرهاب الأسود والأحمر والأخضر وكل ألوانه، أرسل المدنيين والطلاب إلى الخارج مؤقتا واجعل الوطن حكرا على الجيش والشرطة والإرهاب وأعلن كل ترابه منطقة عسكرية حتى يتم النصر المؤزر.. إنها الحرب فلا تكن أجبن من عنترة.


نحن وراءك يا عنترة، فلا تسمع لكلمات الخائفين من التصعيد ضد الإرهاب، بدعوى أن ظُلم الأبرياء قد يدفعهم للتعاطف أو التضامن مع الإرهابيين مما يوسع قاعدتهم أو يقوي شوكتهم، دعهم إذن يتضامنون ولا تخش شيئا، فمغاوير جيشنا العظيم سيكونون لهم بالمرصاد؛ وسيحز كل رأس تميل إلى الإرهاب حتى ولو كانوا آباءنا أو إخواننا أو عشيرتنا.. إنها الحرب، "وكان سيفي في الهيجا طبيبا.. يداوي رأس من يشكو الصداعا".

نحن نؤيدك يا عنترة؛ فلا تنظر إلى مقالات الذين ارتعشت أيديهم سيادة الرئيس، ونادوا بضرورة مواجهة الإرهاب بالتعمير لا التهجير، وأن الحل الأمني لا يكفي، فحين التقاء الصفين تكون الغلبة للسيف لا لأغصان الزيتون، وإن مهابةَ الدولةِ مقدمٌ على محبتها، وخشيتها على موالاتها.. سلطانها المفروض أصدق من ودادها المغروس، فاقلع أشجار الزيتون التي نأكل منها لأن الإرهاب يختفي وراءها، واقتلع النخيل الذي يجاوز عمره أعمارنا.. اهدم منازلنا وهجّرنا من أرض أهلينا.

نحن ندعمك يا عنترة؛ فلا تتكلم سيادة الرئيس بلسان الذين اعوجّت أفكارهم بدعاوى حقوق الإنسان وتجريم التهجير القسري، فلا ديمقراطية ولا حقوق إنسان أو حرية أمام الإرهاب.. كل شيء لكسب تلك الحرب المقدسة، اهدم منازلنا، وجرّف قبور أجدادنا واقلع نخيلنا وزرعنا وبوّر أراضينا، لكن يجب أن تنكسر هيبة الدولة، وأن ينتصر الجيش المظفر والفوارس الشجعان.

نحن نفوضك يا عنترة؛ فلا تفكّر بعقول الذي مولتهم جهات خارجية، وادّعوا على شعبك زورا وبهتانا بأن أولئك الإرهابيين جزءٌ منه قصرت الدولة تجاههم وأهملتهم عقودا ومارست ضدهم التهميش والتعذيب حتى أعماهم الغضب واستبد بهم انقطاع الحيلة وحملوا السلاح.. إنهم نبتٌ شيطاني خارجي تسلل من حدودنا سيادة الرئيس، اقتلهم فهم ليسوا مِصريين وليسوا بَشَرًا.. دماؤهم حلال وأموالهم وسلاحهم غنيمة لنا، وحتى لو حمل أحدهم جنسية مصرية.. فالأمر سهل، نسقطها عنه.

يا عنترة.. إنني أطالبك بالمضي قدما في تلك الإجراءات، وأن يتم تعميم تلك التجربة الناجحة في بقية الوطن، سنخلي الجامعات التي تسلل إليها الطلاب الإرهابيون (مؤقتا) ونرسل طلابنا للتعليم في الخارج عاما أو اثنين، ونمنحهم تعويضا بنفقات التعليم.

وكذلك المدارس التي زرعوا فيها القنابل، والقطارات التي قطعوا قضبانها، والطرق، والمدن والقرى، والكفور، والنجوع، كل ذلك لابد من إخلائه فورا، وهدم كل ما يمكن أن يتستر وراءه الإرهابيون القتلة.

سنواجه الإرهاب الأسود، فأحرقوا الزروع التي يمكن أن يتستر وراءها، واهدموا المنازل التي يختبئ بين شوارعها وطرقاتها، لا تخشوا شيئا.. سنبني كل ذلك بعد حين، فالأمر مؤقت، سيكون رئيسنا هو "باني مصر ما بعد الحديثة"، سنرسل المدنيين كلهم إلى الخارج مؤقتا، ليواجه الجيش والشرطة الإرهاب.

إن الأحداث والشباب الذين غرّهم بريق الغرب فحسبوه ذهبا، دشّنوا على مواقع التواصل الاجتماعي "هاشتاج" #التهجير_مش_الحل، لكني اليوم أردُّ عليهم.. بل هو الحل الذي يجب تعميمه على كل الوطن.. "الإخلاء المؤقت" لكل الوطن وكل المدنيين، إرسالهم إلى الخارج ودفع ثمن الإقامة المؤقتة لهم.

إنني لا أشكك أبدا في أن الجيش سينتصر على الإرهابيين القتلة بعد إخلاء الوطن من المدنيين للحفاظ على حياتهم، كما إنني لا أشكك في قدرتكم على بناء الوطن مجددا بعد هدمه حجرا حجرا، حتى لا يختبئ إرهابيٌ وراء حجرٍ أو شجرٍ.

غير أنني أشكِّكُ وأخشى شيئا واحدا، ولا أخفيك سرًّا سيادة الرئيس، إنني أخشى بعد انتهاء الإرهاب الأسود وانقشاع المعركة.. ألاّ يعود الشعب الذي أرسلناه إلى الخارج.

إنني أهديك.. وأهدي إدارتك وجنودك فيما يلي قصيدة عنترة التي بدأت ببيت منها مقالي كاملة، كل ما عليك أن تستبدل كلمة "عبس" بكلمة "جيش".. غير أني سأحذف منها بيتا واحدا؛ هو البيت التالي: وَنَـحـنُ العـادِلونَ إِذا حَـكَمنا.. وَنَـحـنُ المُشفِقونَ عَلى الرَعِيَّة.

ليست هناك تعليقات: